علي الصحن
لا يمكن أن يتطور الاحتراف ولا أن يتقدم خطوة واحدة، إن لم يرتكز بدايةً على حفظ حقوق كل الأطراف، النادي واللاعب ووكيل اللاعب، بدون حفظ الحقوق سوف تتضخم القضايا وتزداد المشاكل ويعود الاحتراف سنوات للوراء.
وتسجيل اللاعبين الجدد إن لم يكن مشروطاً بعدم وجود مديونيات أو مستحقات أو متأخرات على النادي، أمرلا يمكن قبوله، خاصة وأن بعض الأندية تماطل وتتأخر عن سداد أجور لاعبيها الشهرية، وفوق ذلك تعتبر السداد منة وفضلاً، فتعدهم بأجر شهر أو شهرين قبل المباريات الهامة والحاسمة، أو تحفزهم بثالث قبل مواجهات (الديربي) مع أن الراتب حق أصيل للاعب لا ينبغي المساس به ولا استغلاله من أجل مصالح خاصة للنادي.
اتحاد الكرة، وهو المؤتمن على مصالح جميع ممارسي كرة القدم وحقوقهم، عليه ألا يعيد النظر في مثل هذه القرارات فقط، بل التشدد فيها ورفع مستوى إلزام الأندية بالسداد وتقديم ما يثبت ذلك عند الرغبة في قيد أي لاعب محلياً كان أو أجنبياً، إلا إذا كان الاتحاد سيضمن للجميع حقوقهم ويكون كفيلاً للأندية أمامهم فهذا شأن آخر.
كثير من اللاعبين في عدد من الأندية يشتكي من تأخر مرتباته، وعدم جدية ناديه بصرف حقوقه، وقد كان تقديم (المستندات التي تثبت قيام النادي بسداد الرواتب وأي مبالغ مستحقة بموجب عقود اللاعبين أو ممثليهم أو الوسطاء) جزءاً من آليات حل هذه المشكلة، فهل يجامل اتحاد الكرة الأندية على حساب اللاعبين، ومن المستفيد من مثل هذه القرارات، وهل تم أخذ رأي الجميع بها؟؟.
***
انطلقت السبت الماضي بطولة الأندية العربية بعد توقف طويل، وأرى ويرى كثيرون غيري أن البطولة عادت في غير زمنها، وأنه لم يعد لها وهجها القديم ووجهها الجميل، فالأندية أصبحت حالياً في ضغط هائل من المشاركات وعدد المباريات، وروزنامتها مزدحمة للغاية، فضلاً عن مسألة الترشيح للبطولة دون ضوابط واضحة وحقيقية تجعلها أقرب للبطولة الودية التنشيطية منها إلى الرسمية، هذا غير أن جمهور اليوم ليس جمهور الأمس، ومن المؤكد انه لن يرى في لقب البطولة ما كان يراه في السابق، ولن يكون الفوز بكأسها كافياً لأي مشجع يريد أن يرى فريقه في القمة!!.
في هذه البطولة... ربما يشارك لاعبون غير مسجلين رسمياً مع أنديتهم، ويشارك لاعبون موقوفون، وقد يشارك لاعبون من أجل تجربتهم، قبل إصدار حكم قاطع بشأنهم، بل إن نادياً مثل الهلال فضل أن يشارك بفريقه الأولمبي تجنباً لإرهاق فريقه الرئيس الذي تنتظره جملة من المشاركات القارية والمحلية خلال الأشهر القادمة، وأمام مثل هذه الظروف..هل يمكن القول بأن البطولة ( مهمة وقوية ومحل تنافس حقيقي من الجميع)؟؟
هنا أقدر حرص الاتحاد العربي على مساعيه لضخ الدماء من جديد في أوردة بطولاته، ولن نلومه في هذه النسخة التي تأتي بعد الغياب ..لكن من واجبنا القول إن عليه أن يختار لبطولته الوقت المناسب، وأن يحاول أن ينتزع لها موعداً مناسباً وسط روزنامة مشاركات الأندية المشاركة فيها، وروزنامة الاتحادات الدولية والقارية التي تشرف عليها، وليس في مثل هذا الموعد الذي يوحي للجميع أن البطولة من ضمن برامج إعداد الأندية وليس من ضمن مشاركاتها، إضافة إلى ضرورة العناية بأسماء الأندية المشاركة وأن تكون من الأبطال أو الوصيف على الأقل في بلادها، وليس مجرد ترشيح لا ضابط له ولا إطار يحدده.
كل الأماني والدعوات بنجاح البطولة، وأن يخرج المنظمون منها بدروس تعينهم على النجاح في النسخ المقبلة منها... إن كتب لها الاستمرار مواسم أخرى، وهذا ما نرجوه بالطبع.
مراحل.. مراحل
- فريق يشارك بالأولمبي والرديف وفريق يبحث عن البطل أو الوصيف... فارق طموحات!!.
- النشرة تؤكد عقدة النقص التي يعاني منها النادي وجعلته يبحث عن ألقاب لا وجود لها على أرض الواقع.
- ومازال بعض المعلقين يعتقد أن الإثارة في رفع الصوت وإزعاج المشاهدين.
- الحضور الجماهيري في كل البطولات يكشف القيمة الحقيقية لها!!.
- فشل في التدريب وفي التحليل وفي الكتابة الصحفية... فتحول للهجوم على النادي الكبير والتأليب عليه، وفشل في هذه أيضاَ، حيث كشف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي تناقضاته ومستوى تفكيره ومحدودية معلوماته!!.