علي الخزيم
كغيرها من القرارات والأوامر السامية التي تَسُرّ مواطني المملكة العربية السعودية وتُغيظ سواهم من المتربصين الحاقدين؛ قوبل القراران الكريمان بإنشاء ناديين للإبل والصقور بتغريدات وتعليقات أصحاب الحسابات والمواقع الإلكترونية المأجورة والعميلة لجهات مغرضة ذات توجهات معادية للمملكة ودول (الخليج العربي) وللأمة العربية بصفة عامة، فكيف تكون الإبل والصقور الآن مَنْقَصة؛ ومُعيبة لأمَّة العرب؛ ليتندر عليها وعلى العناية بها وبتاريخها وارتباطها العريق بسكان الجزيرة العربية شِرْذِمة أدمنت الاستهزاء والانتقاص من كل ما يتعلق ببوادر ومبادرات التطوير والتقدم بالمملكة خاصة، ودول خليجية وعربية، فخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وحكومتهما الرشيدة يقودون أقوى وأوسع عمليات التحديث والتطوير والازدهار بالمملكة في كل التوجهات الخيِّرة والمجالات النهضوية لرفاهية المواطن والمقيم ورفعة شأن البلاد والدين الإسلامي القويم ولعزة ورقي الأمة العربية والإسلامية.
تلك الحسابات والمواقع كشفت عن نفسها وعن وضاعتها بتكرار تتبُّعها الحاقد المُشِين للمشروعات التطويرية بالمملكة، لكن ما يدعو للاستغراب تلك الغفلة التي تنتاب نفراً من شباب الوطن - هداهم الله للحق - ممن (يدرعمون) بتناقل النكات والتعليقات والرسوم المشبوهة القاصرة عن الوعي، البعيدة عن الواقع، الموغلة بالحقد والكراهية لبلادنا وقادتنا، كان الأجدر بالفتيان توخِّي الحذر والتمعُّن بمضامين تلك المواد السامة المبثوثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تستهدف تاريخ المملكة والجزيرة العربية والتاريخ الإسلامي العظيم، لقد أسرف المُغرِضون فهل نركض وراءهم دون وعي بمآربهم ومراميهم الشريرة ضدنا؟ شباب الوطن برأيي يملكون حِسَّاً راقياً وإمكانات تقنية تؤهلهم لكشف كل تلك الألاعيب والتُّرهات والرد عليها بأدب حازم يُلْقم كل مُبغض مُتغطرس حَجَراً يَغُصّ به ويُعجزه عن بقية (الخوار)، ويشل يده عن إكمال ممارسات العبث وسفاسف الكلام المُسْتَقبل من ُمَنِّظرين يقودون تلك الحملات الدعائية السوداء ضدنا مدعومة من جهات قد لا تكون بعيدة عنا، وقد يكون عملاؤها بيننا أحياناً وربما أنهم ممن يستمتعون بخيرات بلادنا وأمنها الوارف، فالمنتفعون يلهثون وراء مصالح شخصية على حساب الوطن والمبادئ، هؤلاء تتصدى لهم الجهات الأمنية وهي كالعادة وبما عُرف عنها من جد وصلابة كفيلة بكشفهم والتعامل معهم، غير أن للوطن علينا كمواطنين صالحين بعون الله مسؤولية كبرى للتصدي لكل من يحاول تفريق جمعنا وتفكيك لحمتنا، وزعزعة ثقتنا بحكمة قادتنا.
هل نسمح لمثل أولئك الافَّاقين بنسف إبداعات شعراء المُعَلَّقات وفحول شعراء العرب فيما يخص الإبل بترديد وتكرار سماجاتهم؟! اقرأ للأعشى وزهير وطَرَفَة وشعراء المعلقات ستجد أعذب الشعر وأجوده في وصف الإبل كما يراها العربي القِحّ الذي خبر الإبل ودقيق طباعها وصفاتها، ويقال إنه لم يَصفْ أَحدٌ ممن تقدَّمَ وتأخًّر النَّاقةَ أَحسن من وصف طَرفةَ بن العَبْد، فإِنه جمع صفات خَلْقِهَا وسُرعتها، فجاءَ بها بأَحسنِ كَلام، وأَوضحِ تشبيه؛ انظر قصيدته التي منها:
وإني لأمضي الهمَّ عند احتِضارِه
بعَوجاء مِرْقالٍ تروح وتَغتدِي).
ومن الشعر الشعبي عن القنص بالصقور قول أحدهم:
(الطير وِلْعَه وله بالحشى شوق
والبر له وِحشه وذكرى جميلة).