د.عبدالعزيز الجار الله
اتصالات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالرئيس الأمريكي وزعماء العالم عجلت وحلت معضلة البوابات والكاميرات والسيادة على أبواب المسجد الأقصى عبر اتصالات الملك سلمان بالدول والضغط باتجاه إزالة الأبواب والمسارات الحديدية على مداخل الأقصى، فالحال في الشرق الأوسط بعد الربيع العربي أصبح الموقف معقداً والحرج ازداد مع الربيع العربي، حيث تحولت دول الربيع إلى ساحات فوضى بلا ضابط والذي كان يتمنى تفكك الدول العربية مثل إسرائيل أصبح الرأي السياسي هناك والرأي العام يطالب بضرورة الضابط بدل من الانفلات السياسي، ولكون المملكة ممسكة بالثقل الإسلامي فإن مسؤولياتها الدينية والعربية تجعلها تبادر في حل الأزمات التي تمر بفلسطين، ولم توقف السعودية عن دعمها السياسي والاقتصادي والدبلوماسي لفلسطين حتى مع انشغالها في صراعات الخليج مثل الحرب العراقية - الإيرانية، وحرب احتلال وتحرير الكويت، وحرب التحالف العربي - اليمن، حيث استمرت السعودية على دعمها الثابت للقضية الفلسطينية.
كان البعض من الفلسطينيين لا يرى الدور الذي تقوم به السعودية ودول الخليج للقضية الفلسطينية باستثناء دور دولة قطر، حتى جاءت أزمة مقاطعة الرباعية لقطر حيث كشفت قطر ومدى علاقاتها وروابطها بإسرائيل، وكان الفلسطينيون يَرَوْن أن مواقف سورية هي أهم المواقف حتى جاءت الثورة في سورية 2010 م وقيام جيش بشار بذبح الفلسطينيين في المخيمات وتشريدهم، وكان البعض من الفلسطينيين يَرَوْن في إيران وحزب الله الحليف القوي لهم حتى تفجرت سورية وشاهد أهلنا في فلسطين كيف أن القوات الإيرانية وحزب الله تصفي وتطهر عرقياً كل الفلسطينيين من سوريا وجعل سورية أغلبية شيعية.
أدركت الشعوب العربية أن مواقف السعودية السياسية والشعبية هي مواقف أصيلة وثابتة، في الوقت الذي انكشفت دول مثل سورية وإيران والعراق واليمن وحزب الله اللبناني بعد الربيع العربي وكانت مواقفهم ضد الفلسطينيين في المهجر والداخل.
أما إسرائيل فأيقنت بعد أزمة الأقصى لمدة أسبوعين أن الربيع العربي ليس سلبياً على العرب بل على إسرائيل وأن الانفجار وشيك بين الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية وأن الأقصى منزلق لليهود، وعاشوا صعوبة الحرب الدينية على أبواب الأقصى التي ضخت بالأقصى الدماء الجديدة لجيل جديد.