فهد بن جليد
من الأخبار السارة هذه الأيام أنَّ الهيئة العامة للإحصاء، تعكف على إجراء مسح للتعرف على رشاقة المجتمع السعودي ومعوقات الفرد لمُمارسة الرياضة، وعلاقة الأسرة السعودية بالرياضة وكيفية مُمارستها بالشراكة مع الهيئة العامة للرياضة، والاستفادة من المنشآت الرياضية في الأحياء والمرافق الحكومية والخاصة، ونحن نعلم أنَّ الرياضة إحدى مُتطلبات رؤية المملكة 2030م، وللأمر ارتباط بشكل أو بآخر بالتوجه الأخير لوزارة التعليم تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات.
هذه الخطوة تؤكد لنا مُجدداً أنَّ هيئة الإحصاء بدأت تفكر بطريقة أكثر ديناميكية وتفاعلاً مع الحاجات الحقيقة والماسة للناس، وهذا يحسب دائماً لوجود الدكتور فهد التخيفي على رأسها، كرئيس شاب بث روح الحيوية والنشاط وغيّر مفهوم الإحصاء وأهميته لدى المُتلقي السعودي، الذي بدأ يلمس ذلك في النتائج التي تعلنها هيئة الإحصاء، التي باتت أكثر دقة في عكس الحقيقة والأرقام التي يحتاجها صانع القرار، فضلاً عن الباحثين والدارسين الذين يحتاجون توفر المعلومة الحقيقة الموثقة بكل يسر وسهولة، والأهم هو وصف المستفيدين أو مُتلقي المعلومات بأنَّهم شركاء، بالاستفادة والتقييم وإبداء الرأي والمُلاحظات أو المعلومات حتى يمكن الاستفادة منها.
الإحصاء ليست مسألة ترفيهية أو أرشيفية تاريخية حول الأرقام والأعداد السابقة والماضية، -بالمُناسبة هناك اختلاف لغوي هل هي مؤنث أم مُذكر- وإن كانت الأمم المُتحدة تتعامل معها عالمياً في بياناتها على أنّ الإحصاء لفظ مؤنث، في كل الأحوال المفهوم الحديث للإدارة يعتبر القرارات التي لا ترتكز على الإحصاء الدقيق، قرارات غير حيوية ولا تقف على أساس متين يعكس احتياجات الناس أو العملاء الحقيقية وطبيعتهم، وتوجهاتهم المُستقبلية، وهذا ما يجعل التوجه الحديث في علم الإدارة حكومياً وفي القطاع الخاص تعتمد على تحليل مثل هذه البيانات الإحصائية، وهو ما يتطلب وجود شركات سعودية خاصة تقوم بمثل هذه المهام الإحصائية والمسوحات الميدانية والإلكترونية، وجمعها وتفريغها وتحليلها ومُقارنتها بشكل مُتخصص، وهنا يأتي دور الهيئة العامة للإحصاء في تشجيع مثل هذا التوجه الجديد في السوق السعودية، وحث بعض رجال الأعمال على إنشاء شركات خاصة تقوم بمثل هذه الخطوات بمعايير علمية دقيقة، تتناسق مع المعايير والمفاهيم الدولية لعلم الإحصاء ومفهومه.
الإحصاء في ثقافتنا لم يكن يتجاوز ذلك التقرير السنوي الذي يعكس أرقام واردات وصادرات، وصفحات طويلة من الجداول المُتكررة والمُتشابهة لسنوات مضت، أمَّا اليوم فيبدو أنَّ المسألة تختلف بسرعة كبيرة، ونحن نشاهد ونتابع نتائج تعلن دورياً بشكل شفاف عبر وسائل الإعلام، مزوّدة بتوقعات مُستقبلية وقراءات ومُقارنات، مما يعني أنَّنا بدأنا نؤمن وندرك الدور الحاسم للإحصاء في التنمية والتطوير، طبقاً لشعار اليوم العالمي للإحصاء في العنوان أعلاه.
وعلى دروب الخير نلتقي.