هاني سالم مسهور
لطالما كان التحذير من دور إخوان اليمن هاجساً لدى العديد من الجهات، وبعد أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين علاقاتها مع دولة قطر كُشفت الوجوه بعد رفع الغطاء عن حقائق تورط جماعة الإخوان المسلمين في العمليات الإرهابية وارتباط هذه الجماعة بالتمويل القطري، وكان لابد وأن تقود قيادات الصف الأول مهمة الدفاع عن قطر ومشروعها الإرهابي الواسع، فظهرت من تُركيا حيث فرَّ إليها المئات منها واتخذوا منها مقراً للهجوم الإعلامي على التحالف العربي.
ظهرت توكل كُرمان ذات الوجه الأشهر فيما سُمي بـ (الربيع العربي) وهي رئيسة قطاع المرأة بحزب التجمع اليمني للإصلاح والفائزة بجائزة نوبل للسلام لتشن هجوماً على السعودية والإمارات وتدافع باستماتة عن نظام قطر، ولتكشف وجهاً لطالما أخفته في حقدها على السعودية ودورها في إعادة الشرعية إلى اليمن، كانت توكل قد وجدت بعد سقوط صنعاء في سبتمبر 2014م وهروبها كما هرب كل قيادات حزب الإصلاح أو استسلموا دون مواجهة الحوثيين وجدت في جلباب الشرعية ما يستر فضيحة هزيمتها المذلة عندما فشلت تلك القوى التي كانت تستحوذ على السلاح في الصمود أمام مليشيات جاءت من جاهلية القرون الوسطى لتقتحم جامعة الإيمان لتحصل منها على أطنان من الذخيرة مكنتها لإسقاط ما تبقى من الجمهورية.
كتبت توكل كرمان مقالاً لتبرئة قطر من تمويلها لمليشيات الحوثي متجاهلة أن قطر كانت هي التي شرعنت للحوثيين حضورهم السياسي بعد أن تدخلت في الوساطة بين الرئيس صالح والحوثيين لوقف الحرب بين الطرفين مما فتح الباب أمام هذه المليشيات لتشكل مشهداً سياسياً عاصفاً مهد لهبوب رياح الخريف العربي التي أسهمت فيها قطر مُجدداً عبر رعايتها لجماعة الإخوان ودعمهم المفتوح بل المفضوح في 2011م.
تتجاهل توكل كرمان أن إخوان اليمن والحوثيين يرتبطون بإيران وتهدف الجماعتان معاً لتحقيق غاية إيران بإسقاط الأنظمة العربية عبر أجندة تصدير الثورة الخمينية وأن جماعة الإخوان عندما وصلت إلى السلطة في مصر لم تجد حرجاً في الذهاب إلى طهران، وقائع لا تُنكر وحقائق ثابتة لن تحجبها كل أموال الغاز القطري التي تقود الآلات الإعلامية اليمنية الحزبية منها وتتخذ من قناة الجزيرة وأخواتها اليمنيات قنوات (بلقيس ويمن شباب وسهيل) منابر تفوح منها رائحة المشروع الإخواني التآمري.
انكشاف الوجوه على حقيقتها هي من إيجابيات الأزمات مهما كانت هذه الأزمات قاسية وصعبة فهذه اختبارات تُظهر المعادن وهذه الأزمة القطرية فتحت كل الأبواب لكشف حقيقة تآمر إخوان اليمن، ولذلك لم تجد توكل كرمان غير أن تمول منظمة سام للحقوق بتنسيق مع قناة الجزيرة القطرية لنشر تقرير مملوء بالمغالطات والأكاذيب عن السجون السرية في عدن والمُكلا وأنها تُدار عبر القوات السعودية الإماراتية، تلقفت منظمات حقوقية دولية ذلك التقرير ونسجت حوله قناة الجزيرة خيوطها الشريرة في محاولة للنيل من السعوديين والإماراتيين، عشرات اليمنيين الذين لا يرون الأمور إلا من خلال عيون إخوانجية ظهروا على الشاشات يرمون الرياض وأبوظبي بالاتهامات الباطلة، ما تم دفعه حول التقرير يتجاوز المليون دولار، انتهى كل شيء بلجنة تحقيق زارت عدن والمُكلا أنصفت آل سعود وآل نهيان وانحازت إلى المقاومة قوات الحزام الأمني والنخبة الحضرمية فلقد أنشئت القوتان بقرارات من الرئيس هادي وتشرف عليها القوات المسلحة الإماراتية تدريباً وتسليحاً وتتابع السعودية كل عملياتها.
معيب أن تخرج توكل كرمان أو غيرها ليمارسوا هذا الإسفاف والانحياز إلى قطر وإيران وتركيا طاعنين في التحالف العربي الذي قدم دماء أبناءه على تراب عدن في تحريرها، وقدمهم مرة أخرى على تراب مأرب بعد أن انتزعوا سدّها التاريخي وأعادوه إلى العرب، معيب أن تترك توكل كرمان وأخواتها ومن معها دون محاسبة من حزبها السياسي الذي يدعي أنه مع الشرعية التي يمثلها الرئيس عبدربه منصور هادي، معيب كل هذا الارتماء في مشاريع الوهم وطعن السعودية والإمارات، الموقف لا يقبل غير الوقوف تحت لواء سلمان الحزم، فلن تكون اليمن شمالاً وجنوباً مرتعاً للإخوان وموقعاً لإيران، فهل تدرك توكل كرمان أين يجب أن تقف على قدميها أم أنها قررت ألا تزحزح رجلها من قصر حريم السلطان!.