د. ناهد باشطح
فاصلة:
(ليس ثمة طريقة وحيدة لدراسة الأمور)
-حكمة يونانية-
لكل أزمة مهما عظمت شرورها جوانب يمكن الاستفادة منها قد لا يدرك حكمتها العقل البشري، لكن تبرز من خلال الأحداث المتوالية وتأمل الإنسان في هدوء لما يحدث حوله.
الأزمة الخليجية لمن شاء أن يحلل أبعادها الاجتماعية فإنه سيجد الإعلام الاجتماعي هو الأقدر على إبراز توجّه الناس تجاه تفاصيل الأزمة وليس صحيح ما يعتقد البعض أن موقع «تويتر» أو برنامج «واتس أب» لا يعول عليه في تشكيل الرأي العام.
بل إنني أرى أن الرسائل الإعلامية التي تبث عبر برنامج «واتس أب» مؤثرة وذلك لتكرارها بما يحدث الأثر والتكرار علميا يحدث التأثير بالقبول أو الرفض لقوة تأثيره.
أيضاً موقع «تويتر» وما أفرزه من حسابات وهمية كانت تعمل ضد أمن بلدنا أثبت أن تويتر مؤثر وليس كما أعتقد البعض أنه مجرد نقاشات فقد شهدنا حسابات اختفت ومغردين صمتوا وآخرين أغلقوا حساباتهم.
وحين أطلق البعض على «تويتر» أنه كما الشارع لم يخطئ ولكن ليس بسبب ما يحتويه من نفايات في نصوصه ولكن لأنه صوت الناس البسطاء وحديث المنهكين والمتعبين، مع عدم إنكار الجانب السلبي له وهو تضليل الرأي العام لأن الجماهير عادة يسهل قيادتهم حتى إلى ما يضرهم وهذا ما يعمل عليه إعلام الدعايات «البروباغندا» مثلاً.
الأزمة الخليجية إلى الآن قدمت عبر وسائل الإعلام الجديد مسرحاً مختلفاً عن المسارح التقليدية، كشفت كثيراً من الأقنعة للنخبة والمثقفين، عملت على تدوير كثير من المفاهيم كحرية التعبير والوطنية والشفافية والمصداقية.
أقحم الناس حتى الأطفال في حكمهم على أطراف الأزمة دون أي اعتبار لحجم إدراكهم لهذا العالم.
وسط كل هذه التداعيات من المهم أن يسال كل منا ضميره ماذا عليّ أن أفعل لنصرة وطني ففي وقت الأزمات يصبح على الفرد منا أن يدرك أهمية دوره تجاه وطنه قبل كل شيء.