«الجزيرة» - سعد العجيبان:
«الابن على خُطى أبيه».. و«الدوحة على خُطى طهران»!!.. وفشل النظام القطري «الذريع» في التعامل مع الأزمة.. يقوده نحو خطوة «علّها» تُحقق له مكاسب سياسية. فقد سجلت قطر «السبق» بعد إيران.. بشكوى قدمتها للأمم المتحدة تضمنت اتّهام «كاذب» للمملكة بـ «تسييس» الحج ووضع العراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة!!. وأوقفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، التسجيل لموسم حج هذا العام، في إشارة إلى منع القطريين والمقيمين في قطر من التقديم الإلكتروني لأداء مناسك الحج، فيما لم توضح أوقاف قطر أسباب إغلاقها للتسجيل ومنع مواطنيها من أداء الفريضة!!. وفي حين تُرحب المملكة بالحجاج القطريين أسوة بغيرهم، إذ مكّنت الحجاج القطريين القدوم جواً بشكل مباشر وعبر أي خطوط باستثناء القطرية، كما أكدت وزارة الحج والعمرة في المملكة أنه في ظل الوضع السياسي الراهن مع الدوحة فإن حكومة المملكة ترحب بضيوف بيت الله الحرام من الحجاج والمعتمرين من مختلف دول العالم بما فيها قطر.
تسييس الحج
ففي صورة لانتهاج الدوحة سياسة طهران.. أعلنت اللجنة الوطنية القطرية لحقوق الإنسان أنها وجهت شكوى إلى الأمم المتحدة، اتّهمت فيها المملكة بـ»تسييس» الحج ووضع العراقيل أمام المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين في أداء مناسك الحج والعمرة!!.. وذلك رغم إعلان السلطات السعودية عن قواعد الحج والعمرة بالنسبة للقادمين من قطر وتقديم استثناءات من الحظر المفروض على قطر منذ بدء الأزمة الجارية.
انتهاك!!
ومضت اللجنة في «أكاذيبها».. فأوردت في بيان لها أنها خاطبت المقرر الخاص بالأمم المتحدة المعني بحرية الدين والعقيدة، مبدية قلقها الشديد إزاء «تسييس» الشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية.. في انتهاك صارخ لجميع المواثيق والأعراف الدولية - على حد وصفها -!!. وأضافت اللجنة أن المملكة سمحت للقطريين بالدخول إلى أراضيها عبر منفذين جويين فقط، وتنطبق هذه القرارات على المواطنين القطريين المقيمين خارج قطر، حيث يتعين عليهم العودة إلى الدوحة، ومن ثم الدخول إلى الأراضي السعودية لأداء الشعائر عبر المنفذين المحددين.
تدويل!!
وتابعت اللجنة بالقول إنها ترتب لإلحاق شكواها للمقرر الخاص المعني بحرية الدين والعقيدة، بشكوى أخرى إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى جانب خطوات واسعة في إطار تدويل الموضوع في كافة المحافل الدولية المختصة.
ملك البحرين
على صعيد ذي صلة أكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة على ضرورة التضامن بين جميع الدول لمواجهة الإرهاب والمطالبة بتجفيف منابع تمويله وضرورة مواصلة الجهود والتنسيق على المستويين الإقليمي والعالمي لدحره واجتثاثه.
أمن المنطقة
وأشاد العاهل البحريني خلال لقائه وزراء خارجية دول «الرباعية العربية» بالعلاقات الأخوية الوثيقة والتعاون والتنسيق المشترك الوطيد بين الدول الأربع، ومساعيها الدؤوبة وجهودها الكبيرة في مكافحة الإرهاب والتطرف، حرصاً منها على دعم الأمن والسلم في المنطقة ومعالجة كافة مشكلاتها وحمايتها من سياسات دعم وتمويل الجماعات المتطرفة وإيواء الإرهابيين التي تسببت في أزمات إنسانية خطيرة، حيث تم تهجير مئات الآلاف من أبناء شعوبها من بيوتهم ليواجهوا ظروفا صعبة ومحنا قاسية في مختلف أنحاء العالم، ويجب العمل على إعادتهم لديارهم آمنين وتوفير الاستقرار لهم.
الحفاظ على مسيرة مجلس التعاون
وأشار ملك البحرين إلى أن الدول الأربع قدمت الكثير من الشهداء في معركتنا ضد الإرهاب وفي الدفاع عن أوطاننا وشعوبنا، ولا تزال دولنا وستظل في جهودها الرامية للحفاظ على المسيرة المباركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية من أي ممارسات قد تضر بدوله أو تؤثر سلبًا على شعوبه أو تعرقل منجزاته ومكتسباته، والحفاظ على الأمن القومي العربي والتصدي بكل قوة وثبات لمن يحاول النيل منه، مثمناً ومقدراً جلالته الجهود التي يبذلها وزراء الخارجية في هذا الإطار من أجل خير المنطقة وأمنها واستقرارها.
صفاً واحداً
وأكد أن البحرين تقف صفاً واحداً مع شقيقاتها في كل ما تتخذه من مواقف مشتركة وإجراءات لمواجهة التحديات والمخاطر، مشددا على أن بقاء دولنا العربية قوية ومتماسكة مرهون بتضامنها وتكاتفها وتآزرها في مواجهة كافة التحديات، فالعمل العربي المشترك هو القاعدة التي نستند عليها، والخيار الحتمي في هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها، والتي تتطلب تفعيل التعاون فيما بيننا وتوحيد ورص صفوفنا لحماية مصالحنا العليا ودرء كافة مخططات تفريق وحدتنا وتشتيت شملنا وتقويض أمننا القومي. وكان ملك البحرين قد بحث مع وزراء خارجية «الرباعية العربية» أبرز المستجدات الراهنة في المنطقة وتطورات الأحداث إقليمياً وعالمياً، وذلك قبيل اجتماعهم في المنامة اليوم الأحد لمناقشة الأزمة مع قطر.