سعد الدوسري
ما يجري على أرض السياحة الخارجية، هو شأن خاص. لا أحد ينكر ذلك. السائح الذي يحترم نفسه، سيحترمه الآخرون. ومن يخالف الأنظمة أو التقاليد، سوف يدفع الثمن، حسب المتبع في البلد الذي يصطاف فيه. ولكن هناك حالات، يواجه فيها السائح ظلماً أو غشاً أو اعتداءً أو عنصرية. يجب في هذه الحالة، ألاّ نقول بأنّ السائح هو الذي عرّض نفسه لذلك. يجب ألاّ نكون سلبيين إلى هذه الدرجة. السياحة مصدر دخل رئيس لبعض البلدان، والسائح هو من يحمل معه هذا الدخل. هو لم يأت لهذا البلد أو ذاك، لكي يطلب صدقة من أهلها. هو يزورها على أساس أنها بلد جميل، وأنه سيقضي فيها أوقاتاً هانئة. وطالما أنه يحترم الأنظمة والقوانين والمواطنين، فمن حقه أن يتذمر حين يمس أحد العاملين، في مرفق من المرافق، كرامته أو يمارس الغش معه أو العنصرية ضده.
لقد صرحت قبل أيام عن رفضي للأسلوب الهمجي الذي استخدمه سمسارٌ تركي مع سائح سعودي لم تعجبه الشقة التي عرضها عليه. إلاّ أنَّ هناك مَنْ يهاجم السائح السعودي الذي كان مهذباً كل التهذيب، لأنه لم يحجز السكن قبل أن يسافر إلى تركيا. هذا هو خلافي مع بعض الذين يبحثون عن أية أسباب لإيقاع اللائمة علينا، وليس على الآخر. إنهم دوماً يعتبرون الضحية هو الجاني؛ إنْ تحرَّشَ شابٌ مريضٌ نفسياً بفتاة، يضعون اللوم عليها وليس عليه.