عبدالحفيظ الشمري

تكمن أهمية الغذاء بوجه عام في ضرورته للحياة، مدى قدرة المجتمعات على توفيره، وجعله مفيدًا ونافعًا للإِنسان، ومحققًا لمعادلة النمو والبقاء التي ينشدها الجميع.. فهو حالة وجودية تستدعي التخطيط لبرامج الغذاء وتنميته وحفظه وتوزيعه بشكل عادل وتوفير احتياجات الناس في الكثير من المناطق لا سيما إن مرت بعض هذه المجتمعات الفقيرة أو النامية بكوارث طبيعية، أو جفاف يسبب شح الغذاء مما قد يتسبب بمجاعات أليمة.

فالغذاء المحلي ضرورة ملحة والسعي إلى إنتاجه وتوفيره يحتاج إلى عناية ومواصلة بحث وتخطيط.. لأن الغذاء الذي يتم إنتاجه للناس يفترض فيه أن يكون الجميع مشاركًا في صنعه ليعرف مقدار قيمته وألا يتحول توفير الغذاء إلى مجرد مشاركة مادية، أو أمر تجاري ليكون في هذه المقاربة مجرد سلعة بيد البعض الذين لا يرون إلا بريق المكاسب والأرباح فيما يستورده من هذه الأغذية والأطعمة والأدوية والمياه والألبان والعصائر وما يشابهها.

وحينما يتوزع غذاء الإنسان بين ما هو نباتي وحيواني ومصدر مائي فإن الاهتمام به يكون مضاعفًا، ويصبح التحدي كبيرًا لأن له مساسًا واضحًا في الحياة وعنصر بقاء ضروريًا، فمن المهم وضع مواصفات دقيقة وشروط صارمة للغذاء الذي يتم إنتاجه داخليًا أو استيراده خارجيًا.

فالمواصفات يجب أن تكون أكثر تحديثًا ومواكبة للطور التقني لا سيما في مجال ما يسوق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر المواقع الإلكترونية حيث يتطلب أن تكون السلع الغذائية معدة إعدادًا جيدًا، وألا يكون على حساب المنتج المحلي، لأن ما ينتجه المواطن من بعض الأغذية يحتاج إلى دعم ومساعدة أكبر.. خدمة للنشاط، وتحقيقًا لمتطلبات السوق، وتبادل المنافع بين المجتمع، ولنا في تجربة مشروعات الأسر المنتجة في مجال الأغذية والأطعمة خير مثال، فقد ثبت أن ما يقدمه المواطن؛ وما يسوقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، أو من خلال المهرجانات والأسواق أنه مناسب وذو جودة عالية أسهمت في الحد من احتكار الكثير من السلعة الغذائية، بل أصبح فرصة مناسبة لكي تعيد شركات ومحلات إنتاج وتصنيع الأغذية خططها، وخطوط إنتاجها، لأن المنافس بات قويًا، ويجد إقبالاً متميزًا على ما تنتجه الأيدي العاملة الوطنية.

ومن المفيد أن تتحقق في المواصفات الغذائية المحلية الاشتراطات الصحية السليمة، مع مراعاة متطلبات البيئة التي يتم فيها تصنيع وتعليب وتخزين وحفظ الأغذية، لأن سلامة البيئة ضرورية، وتختلف بين مكان وآخر، لذلك يجب مراعاة ما يتم إنتاجه من أغذية من حيث توفير المواد الأولية، وتأثير عوامل الجو فيها مع الرفع من قدرات الكوادر العاملة، وحماية الأغذية من خلال إعداد المواصفات الضرورية، ومتابعة مثل هذه التجارب من أجل أن يتحقق التوازن بين ما يطلبه المجتمع وما يقدمه المنتج، أو المصنع لمثل هذه الأغذية.