«الجزيرة» - سعد العجيبان:
يتطابق وجه النظام القطري دوماً.. مع نظيره الإيراني.. إذ تتسق خطوات الدوحة مع مثيلاتها لـ«ملالي» طهران.. في كثير من الجوانب.. أحدها حديث «قطرياً» وهو «تسييس» الحج!!. وإن اختلفت تلك الخطوات في أدوات وصور التنفيذ.. إلا أنها ترمي إلى هدف واحد.. وهو «تسييس» الحج!!.. بالرغم من عدم استخدام المملكة على مدى تاريخها.. الشعائر الدينية كورقة ضغط على أي دولة وفي أي اتجاه.
« زوراً!!»
النظام القطري اعتاد على «لمّ» ممارساته «القذرة».. و«الكيل» بها كاتهامات لغيره.. فقد اتهم وزير الخارجية القطري محمد آل ثاني -زوراً- المملكة بـ «تسييس» الحج ضمن الأزمة الخليجية.
فبركات إعلامية!!
وفي حين زعم آل ثاني أنه لم يصدر أي تصريح من أي مسؤول قطري بشأن تدويل الحج، نفى اتخاذ بلاده أي إجراء من شأنه النظر في الحج كقضية دولية!!. وادعى آل ثاني أن قطر لم تُسيّس الحج بينما تم تسييسه للأسف - على حد وصفه - من قبل المملكة، وقال: سئمنا من الرد على - ما وصفها - بفبركات إعلامية.. واختراع قصص من لا شيء!! - وهو المشهد الذي دأبت الدوحة على القيام به!! -.
«صرخة على قدر الألم»
جاءت تصريحات آل ثاني«كذبة على قدر الألم» - إن صح التعبير -.. جراء ثبات «الرباعية العربية» على موقفها من الأزمة والمتمثل في رهن الحوار والتفاوض بـ «انصياع» الدوحة مع المطالب الـ 13 عشر، ما جعل آل ثاني يرى البيان المشترك لاجتماع المنامة بأنه حافل بتناقضات عديدة.. وأن الدول الأربع تزعم التزامها بالقانون الدولي لكن مطالبها كانت مخالفة للقانون بكل وضوح - على حد قوله-!!.
انسجام الدوحة مع طهران
خطوة الدوحة في «تسييس» الحج.. وإن انسجمت - جزئياً - مع مماثلة لها في الجانب الإيراني - إلا أنها تتسق مع نهج طهران في هذا الهدف -.. إذ دعا المرشد الإيراني علي خامنئي أمس الأحد، باستغلال موسم حج هذا العام.. لإبداء المواقف السياسية الإيرانية حول صراعها مع الولايات المتحدة في المنطقة، والقضية الفلسطينية وانتهاكات الأقصى.
فرصة اجتماعية
وقال خامنئي خلال استقباله عدداً من المسؤولين الإيرانيين المعنيين بشؤون الحج، أمس إن الحج يتضمن أكبر فرصة اجتماعية، فهو فرصة لإبداء عقيدة الأمة الإسلامية - وفقاً ما نقل موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت -.
فرصة!!
وتساءل خامنئي: أين تجد الأمة الإسلامية فرصة أفضل من الحج.. يمكنها من خلالها إبداء احتجاجها بشأن انتهاك المسجد الأقصى؟.. وما هو أفضل مكان لإبداء الموقف بشأن التواجد الأمريكي المثير للشر في المنطقة.. مؤكداً أن الحج هو أفضل مكان لذلك - على حد قوله-!!.
« بدعة خمينية»!!
كما دعا خامنئي إلى تنفيذ وصية الخميني مرشد الثورة الأول، والتي تنص على أنه لا معنى للحج من دون «البراءة»، ويعني بذلك إجراء مراسم «البراءة» من المشركين من قبل الحجاج الإيرانيين، والتي أعلن عنها الخميني منذ استلامه السلطة في عام 1979 كشعيرة من شعائر الحج، والتي يعتبرها فقهاء شيعة مجرد «بدعة خمينية».
زيف
ومن اللافت أن خامنئي طالب بتوفير الأمن للحجاج من قبل القائمين على المشاعر المقدسة، بينما كان المتورطون في حادثة تدافع منى عدد من كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين الإيرانيين الذين توفي بعضهم أثناء حادثة التدافع، وكانوا قد دخلوا موسم الحج دون جوازات دبلوماسية، ويصل عددهم لـ 16 شخصية أمنية وعسكرية ودبلوماسية، بينهم سفير إيران السابق بلبنان غضنفر ركن أبادي الذي كان يعتبر رجل طهران في لبنان!!
الحجاج الإيرانيون
مُجدداً.. لم تستخدم المملكة على مدى تاريخها الشعائر الدينية كورقة ضغط سياسي في أي اتجاه.. وخير ما يُمكن الاستشهاد به.. ما تقدمه من تسهيلات وخدمات لكافة ضيوف الرحمن.. والذين منهم الإيرانيون - و الجدير بالذكرقد وصلت المملكة، أولى قافلة من الحجاج الإيرانيين قادمة من مطار بندر عباس لأداء مناسك الحج لهذا العام 1438هـ، ويصل عدد الحجاج الإيرانيين لهذا العام يصل إلى 86.500 حاج وحاجة سيصلون الأراضي المقدسة ضمن 600 قافلة.