مكة المكرمة - واس:
أعرب معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس - باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة - عن استنكاره وإدانته الشديدَين لقيام جماعة الحوثي الإرهابية المتطرفة بإطلاق صاروخ باليستي نحو منطقة مكة المكرمة للمرة الثانية، وقبيل موسم الحج، لبيت الله الحرام، الذي تمكن أبطال الدفاع الجوي من اعتراضه وتدميره.
وأشار معاليه إلى أن هذا العمل الآثم عدوان سافر على أُمّ القرى وقِبلة الورى وأطهر بقاع المسلمين ومهوى أفئدة المؤمنين.. مبينًا أن من يقدم على عمل كهذا يستهين بمشاعر ومقدسات أكثر من مليار ونصف المليار مسلم على وجه البسيطة. وشدَّد معاليه على عاقبة العدوان في الحرم، وقال: المتأمل في التاريخ يجد أن كل من أراد البيت بسوء فإن الله قاصمه؛ قال سبحانه: { وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ}. قال ابن القيم رحمه الله: «وليس المقصود هنا المسجد الحرام فقط، بل الحرم كله». وقال أهل العلم: «من هَمَّ بالإلحاد في الحرم المكي فهو متوعَّد بالعذاب الأليم. وقد جعل الله كيد الأشرم في تضليل {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ...}، وهكذا كل من هَمّ بالبيت سوءًا من حفدة هذه الشراذم، أو أراد به كيدًا، فالله طليبه وحسيبه». وإننا لنؤكد أن أمن هذه البقعة وهذه البلاد خطٌّ أحمر، لا يمكن تجاوزه بحال، ودونه تُبذل المهج والأموال.
وأكد معاليه أن هذا العمل الجبان إصرار مشين وحقد دفين على مقدسات المسلمين، ويأتي تنفيذًا لمخطط تآمري على المملكة، واستهدافًا بائسًا لمقدساتها، ومحاولات يائسة لزعزعة الأمن. مشيرًا إلى أن عاقبة كل معتدٍ على المسجد الحرام الخسران المبين والدمار الوشيك، فما من معتدٍ على هذه الأراضي المقدسة إلا واستؤصلت شأفته، وكان عبرة للمعتبرين، وأن الناس كلهم يشهدون بأن تصرفًا كهذا لا يصدر عن صاحب مبدأ، أو مدافع عن قضية، ولا يقدم عليه صاحب عقل أو دين، إنما هو العدوان السافر، والطغيان الخاسر، وقد عجلوا على أنفسهم الدمار والبوار.
وبيَّن معاليه أن هذا التصرف الشنيع لن يفت من عزائم ولاة الأمر - حفظهم الله - في خدمة الحرمين الشريفين وتحقيق أمنهما وسلامة قاصديهما، كما أنه سيزيد في جنود المملكة الأشاوس إصرارهم على الذود عن حمى الدين، والدفاع عن كل من يجرؤ على التطاول على أراضيها ومواطنيها. كما أن هذا العمل المشين ومن يقف وراءه من أجندات طائفية مشبوهة يؤكد الإفلاس والهزيمة النفسية لهؤلاء الإرهابيين المتخبطين في ضلالهم وفسادهم، وستتحطم أهدافهم المشبوهة أمام العناية الربانية، ثم الجهود السعودية والإنجازات الأمنية والضربات الاستباقية والدفاعات الجوية.
ردَّ الله كيد الباغي في نحره، ودفع عنا شر الأشرار وكيد الفجار وحسد الحاسدين وحقد الحاقدين، وأدام علينا عقيدتنا وقيادتنا وأمننا واستقرارنا.
ودعا معاليه الله سبحانه وتعالى أن يعز بلاد الحرمين وقادتها، وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - وفقه الله -، وأن يجزيهما خير الجزاء على ما يقدمانه للحرمين الشريفين وأمن وسلامة قاصديهما، وعلى ما يوليانه لقضايا المسلمين من جليل العناية وعظيم الرعاية، وأن يجعله في موازين أعمالهما الصالحة، وأن يدفع عن هذه البلاد المباركة شرور الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يديم على بلادنا خاصة وجميع بلاد المسلمين أمنها واستقرارها ووحدتها.