د. صالح بكر الطيار
من أهم ضروريات توظيف الأنظمة وتوازن المعادلة بين المسؤولية والمواطنة أن يعرف كل مواطن ما له من حقوق وما عليه من واجبات ويسري الأمر على هذه المعرفة مدافعته عن مصالحة ومواجهة من يحاول أن يتعسف عليه في استعمال سلطته ونفوذه ويعد ذلك من أهم وأقوى الوسائل الناجعة في العالم لتحقيق التوازن بين مصالح المواطن وحقوقه وواجباته التي عليه أن يحترمها ليتفادى الجزاءات والعقوبات المقررة عليه نظاما.. لأن الالتزام بالنظام سواء للموظف عاديا أو مسؤولا وللمواطنين بكل شرائحهم سيسهم في توظيف المصلحة العامة والمساعدة والتعاون لتحقيق الأهداف الايجابية في وجود القطاعات الحكومية وليستفيد المواطن بشكل عملي ومؤسساتي من الخدمات ويكون عاملا مساهما في ذلك.
الأمثلة متعددة على أي مسؤول أن يعرف النظام المفروض عليه في التعامل مع المواطن فمثلا على موظف الجمارك عند تفتيشه لأمتعة المسافرين أن يكون لديهم موظفون مخصصون لإعادة الأمتعة لمكانها الطبيعي لا أن يقوم المواطن ذاته بإعادتها إلى مكانها أو ترتيبها بعد أن تخضع للتفتيش وهذا يوظف حسن المعاملة في التعامل والمقررة في النظام كذلك على موظف البلدية عندما يزور منشأة أن يتعامل معهم وفق النظام لا أن يستخدم سلطته وصلاحياته في توبيخ الآخرين أو سوء المعاملة وكذلك موظف الاستقبال في المستشفيات عليه أن يكون عونا للمريض في حسن استقباله ومساعدته وتوفير الأجواء التي تتناسب مع حالته ومع ذويه والأمر يسري على مسؤولي المستشفيات والأطباء وغيرهم .وعلى كل موظف أو موظفة يتعامل مع الجمهور عليه أن يكون حسن التعامل لطيف الكلام وأن يوصل معلومات النظام بشكل عملي ليفهمه المتعامل معه ويتقبله ويعمل به في مراجعات قادمة وأن لا يضع العراقيل أمام المراجعين.
معرفة الأنظمة وربطها بالحقوق والواجبات للمواطن والمسؤول أمر يشكل عملية تكاملية ولا بد من نشر التوعية بذلك في رسائل تحرص القطاعات على توفيرها ضمن خطط توعوية للموظف أو المسؤول الذي يقابل الجمهور وأيضا توجيهها للمواطن وطالب الخدمة الذي قد يجهلها ومن ثم تنشىء هذه الثقافة في العلاقة بين الموظف والمواطن على أساس تفهم كل واحد منهما لحقوقه وواجباته حتى ينشأ لدينا فهم حقيقي للنظام ورقابة ذاتية على تصرفاتنا في التعامل مع معطيات هذا النظام ومطالب التواصل الصحيح المبنى على الأسس الإسلامية والإنسانية في هذه المعاملات.
أتمنى أن توظف القطاعات مثل هذه الأمور لدى منسوبيها للتعامل مع الجمهور وأن تنمى مهاراتهم في هذا الجانب وقد تفوقت قطاعات كبرى في العالم عن طريق هذه المبادرات وأسس التعامل إضافة إلى أنه يجب أن تشيع ثقافة حقوق المواطن وتعامله مع طلباته وخدماته من خلال نشر العديد من رسائل التوعية إليه حتى تختفي الظواهر السلبية في هذا الجانب ونكون مجتمعا متكاملا واعيا بحقوقه وواجباته لتنتقل هذه الثقافة مستقبلا عبر الأجيال.