د. ناهد باشطح
فاصلة:
"يبدو أنَّ ملك السعودية الجديد سلمان بن عبد العزيز آل سعود يقود من خلال إصدار المراسيم عملية تجديد للأجيال في المناصب القيادية في هذه المملكة"
-الصحفي الألماني "جوزيف كرواتورو"-
من ضمن أهداف رؤية (2030) التحول الثقافي كأحد محركات التحول الوطني نحو التنمية البشرية التي لا تستثني المرأة من المشاركة في صنع منتوج ثقافي متطور، وهذا ما شهدناه مؤخراً من تبنيّ أمانة مدينة الرياض ووزارة الثقافة والإعلام من خلال مركز الملك فهد الثقافي ومسرح التلفزيون مبادرات تهتم بوجود المرأة في الفعاليات الثقافية.
وفعلت ذلك عدد من الجمعيات الثقافية في مناطق مختلفة حيث وجدت المرأة في المسرح، ولا أعني وجودها كممثلة على خشبة المسرح فقط، بل وجودها كباحثة أكاديمية ومؤلفة وعضو لجنة تحكيم ومخرجة ومنفذة للديكور المسرحي والملابس والأسماء عديدة منها على سبيل المثال "د. لطيفة البقمي، حليمة مظفر، د. ملحة عبدالله، وفاء الطيب، نورة العبدالله، هدى الخطيب".
وهناك أسماء أكثر لم تلق حظها من الضوء الإعلامي الذي لم يستطع أن يدرك أهمية وجود المرأة في كينونة الثقافة وأن تهميشها يكرس النمطية في صورتها الذهنية في المجتمع.
لكن وسط انتباه العالم إلى تحولنا الثقافي المتستنير، ننصدم ببعض الذكورية التي ما زالت تعشعش في تنظيم وإدارة بعض المهرجانات الثقافية فعلى سبيل المثال لم يكن يليق بمهرجان قدير كالجنادرية المسرحي 31 - والذي اختتم فعالياته مؤخراً في الطائف - أن يحصر فعالياته على المسرحيين ويهمش النساء المهتمات بالمسرح لا لشيء إلا عذره بأنه لا يقبل مشاركة الفرق المسرحية النسائية!!
بينما المعروف أن هناك نوعين من التجارب المسرحية كما يصنفها الكاتب العراقي "عواد علي": تجارب مسرحية "نسائية" ينتجها كاتبات ومخرجات مسرحيات وتجارب مسرحية "نسوية" تحمل وجهات نظر نسائية بحتة.
وهناك مهرجانات نسائية في العالم مثل "مرا" في تونس وهناك المسرح الذي يدخل ضمن مصطلح "مسرح نصرة المرأة" ويعود إلى السبعينيات ولم يسبق الاعتراض على أي من النوعين في العالم لأنه من حق المرأة أن تشكل مجموعات نوعية لتكرس اهتمام المجتمعات بتخليصها من التهميش.
إذن لماذا فقط في مجتمعنا إذا اهتممنا نحن النساء بالمرأة قيل لنا أن ذلك عزل لها؟
إنما العزل ألا تكون حاضرة في المجتمع بالصيغة التي تراها ككيان مستقل.