«الجزيرة» - مونتريال - سعد العجيبان - واس:
كشفت الأزمة الخليجية.. عن «افتقار» الدبلوماسية القطرية «القُدرة» على إدارة ملفاتها لصالح الدوحة.. إذ دفع «تخبط» السلطة القطرية إلى «بعثرة» أوراق الأزمة بمختلف جوانبها السياسة والاقتصادية وحتى الإعلامية.. فضلاً عن محاولة «توظيف» أكثر الشعائر الدينية قداسة للمسلمين بما تظنه مُحققاً لمكاسب سياسية لها!!. غير أن التحركات القطرية - إقليمياً ودولياً -.. لطالما كان «الفشل» حليفها.. إذ «ترتطم» بالجدار الرافض لمطالبها.. لكونها لا تتجاوز الادعاءات المُضللة و»الأكاذيب»، أو ربما ضُعف الحجّة!!. ولعل آخر جدار «ارتطمت» به تحركات الدوحة.. حين رفضت منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) أمس طلباً قطرياً بإدانة دول «الرباعية العربية».. بسبب إغلاق المجالات الجوية «للأخيرة» أمام الطيران القطري.
جلسة استثنائية
فقد عقد مجلس منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) أمس الاثنين جلسة استثنائية بناءً على الشكوى المقدمة من دولة قطر، وفقاً للمادة 54 (ن) من اتفاقية الطيران المدني الدولي (شيكاغو 1944)، التي تمنح الدول الأعضاء الحق ببحث أي مسألة تتعلق بالاتفاقية. وقد شاركت المملكة العربية السعودية بوفد رأسه معالي رئيس الهيئة العامة للطيران المدني الأستاذ عبدالحكيم بن محمد التميمي.
تجنب الأمور السياسية
وافتتح رئيس مجلس المنظمة الجلسة بتأكيده على تجنب الخوض في الأمور السياسية والالتزام بالأمور الفنية التي هي من اختصاص منظمة الإيكاو.
تهجم
وقد ألقى وزير النقل القطري رئيس وفد دولة قطر بيانا تهجم فيه على الدول الأربع ووصف قرارات المقاطعة بأنها إجراءات تعسفية اتخذتها الدول الأربع لحصار دولة قطر كما زعم.
اعتراض
وقد اعترض رئيس وفد المملكة العربية السعودية على البيان القطري الذي لم يلتزم بمسببات عقد الجلسة الاستثنائية بموجب المادة 54 (ن) المخصصة للأمور الفنية فقط، وسجل رئيس وفد المملكة رفضه للبيان القطري المليء بالمغالطات والمخالف للواقع بالنيابة عن الدول الأربع.
«الرباعية العربية»
ومن ثم قدمت وفود كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية ورقة عمل مشتركة تضمنت الإجراءات التي تم اتخاذها بالتعاون مع مكتب الإيكاو الإقليمي بالقاهرة من أجل تعزيز السلامة الجوية فوق المياه الدولية بإقليم الشرق الأوسط، والتي تضمنت فتح تسعة مسارات جوية إضافية لتخفيف الضغط على المسارات الحالية فوق المياه الدولية. ولقيت الورقة استحسان أعضاء المجلس الذي أشاد بروح التعاون بين دول المنطقة على مستوى الفنيين في الطيران المدني.
دعم
وقد قدمت الأمانة العامة ورقة عمل تدعم ما جاء في ورقة عمل الدول الأربع من خلال تقرير فني أكد لأعضاء المجلس سلامة الأجواء وفق خطة الطوارئ التي تم تفعيلها وفق الملحق الحادي عشر من اتفاقية شيكاغو.
قرارات
واتخذ المجلس القرارات التالية: 1- الطلب من الأمانة العامة أن تواصل تنفيذ ما جاء في خطة الطوارئ. 2- تشجيع الدول على التعاون من أجل ضمان تنفيذ الحلول الفنية. 3- تشجيع الأمانة العامة على تحديث المعلومات بصورة دورية منتظمة وتقديمها إلى المجلس، ابتداءً من دورة المجلس المقبلة. 4- التنويه بروح التعاون وتكليف رئيس المجلس ببذل مساعيه الحميدة لتسهيل المسائل الفنية العالقة إن وجدت. 5- حث جميع الدول الأعضاء في منظمة الإيكاو بالتقيد بروح اتفاقية شيكاغو والتعاون لضمان سلامة وأمن وكفاءة واستدامة الطيران المدني الدولي.
المسارات الجوية
يذكر أن الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، خصصت مسارات جوية فوق أعالي البحار في الخليج العربي والبحر الأبيض المتوسط وهو إجراء لضمان سلامة الحركة الجوية فوق المياه الدولية من قبل الدول التي تكلفها منظمة الايكاو بإدارة تلك الأجواء الدولية ولا يعني ذلك أن أيا من الدول سمحت للمرور فوق أجوائها السيادية إطلاقاً. وهذه خدمة تقدمها الدول التي لديها إمكانيات فنية عالية لتقديم هذه الخدمات للطيران الدولي عن منظمة الايكاو وهو عمل تطوعي يسند لمثل الدول الأربع التي لديها الإمكانيات الفنية والبشرية.
«خلايا عزمي»
وفي جانب آخر تحاول الخلايا الإعلامية والتقنية في قطر.. تقليل آثار الاستنكار الإقليمي والدولي لدعمها للإرهاب في منصة « تويتر» من خلال تشتيت محتوى «الهاشتاقات» المعنية بالأزمة.. من خلال خلق «هاشتاقات» مشابهة للنشطة مع وضع حركات تشكيل «الكسرة والضمة والفتحة».. وحروف لتشتيت المتابع وتقليل الضخ في الأكثر تداولاً!!.. إلا أن تلك المحاولات تصطدم بوعي مستخدمي «تويتر» ما يُجهض أهداف خلايا «عزمي».
استنكار
وفي جانب محاولة «تسييس» الحج، استنكر رئيس جمعية مجلس علماء باكستان الشيخ الدكتور طاهر الأشرفي محاولة قطر وإيران «تسييس» الحج، وعده تطوراً مُسيئاً للإسلام والمسلمين. وقال إنه من المؤسف جداً أن تتحدث قطر بلسان إيران.. بالرغم من أنها تعي جيداً بأن الحج ركن من أركان الإسلام ولا علاقة له بالخلافات السياسية بين الدول.
تحذير
وحذر الشيخ الأشرفي إيران وقطر من أن مثل هذه المحاولات لن تقبلها الأمة الإسلامية، وستعود بنتائج عكسية داخل إيران وقطر ضد الأنظمة الحاكمة لهاتين الدولتين الخارجتين عن كيان الأمة الإسلامية بسياستهما وأجندتهما وتصرفاتهما.
إدانة
وفي حين أدان الشيخ الأشرفي محاولة جماعة الحوثي والمخلوع علي صالح من استهداف لبيت الله الحرام مكة المكرمة بصاروخ بالستي، أشار إلى أن الحوثيين يستهدفون قبلة المسلمين من جانب، ومن الجانب الآخر تسعى إيران ودولة قطر إلى تسييس الحج.
مؤامرة
وقال إنه يشعر بوجود مؤامرة كبيرة ضد الإسلام والمسلمين، ويجب على قطر أن تتدارك هذا الخطر ولا تسير على خطى إيران التي تسعى دائماً إلى تفريق كلمة المسلمين.
الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين
وأكد وقوف العلماء والمسلمين حول العالم مع المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين والعناية بالحرمين الشريفين والتصدي لأي مؤامرة تستهدف قبلة المسلمين وشعائرهم.
التواء!!
قطر لا تزال تُؤثر منهج «الالتواء».. فقد أنكرت منع تسجيل مواطنيها لموسم الحج.. واصفة هذه الأخبار بالملفقة والمشوهة للحقائق رغم أن موقع إدارة الحج القطرية يظهر استمرار إغلاق باب التسجيل للحج أمام القطريين والمقيمين فيها!!.
الخيارات الصعبة
اقتصادياً.. جاء إعلان مصرف قطر المركزي عن تراجع صافي احتياطيات النقد الأجنبي لديه بنحو 10 مليارات دولار في يونيو ليعكس تأثيراً واضحاً للأزمة القطرية على اقتصاد الدولة. فقد بات يخيم على قطر مناخ اقتصادي قاتم، خصوصا مع تأكيد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب المضي في إجراءاتها ضد الدوحة، ما لم يغير نظامها النهج الداعم للإرهاب.
التحدي الأكبر
ويبرز التحدي الأكبر للقطاع الاقتصادي القطري سيبرز في حال استمرار الأزمة، وما ترتب عليها من عقوبات اقتصادية، حينها سيواجه الاقتصاد القطري عجزاً أكبر في سيولة القطاع المصرفي، مما سيدفع جهاز قطر للاستثمار، لبيع أجزاء من محفظة أصوله لدعم السيولة.
قرارات مالية صعبة
كما أن استمرار الأزمة سيضع الحكومة القطرية أمام قرارات مالية لا يقل أحدها صعوبة عن الآخر. فقد ترغم الدوحة على الاختيار بين الدفاع عن عملتها عبر استنفاد احتياطاتها، وتقييد الواردات، وتخفيض قيمة الريال القطري. وسيتلقى أيضا قطاع الاستثمار، الذي شهد ارتباكاً وتوجساً منذ فرض العقوبات، ضربة مع استمرار الأزمة.