عثمان أبوبكر مالي
حديث مفعم بود وأريحية تامة وبساطة متناهية وحميمية عالية، جمع بين صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان (أمير منطقة تبوك رئيس مجلس التنمية السياحية) وبين عدد من نجوم كرة القدم السعوديين والدوليين السابقين وبعض الإعلاميين الرياضيين ضيوف (بطولة تبوك الدولية الثانية)، ورغم أن اللقاء كان في مكتب سموه الكريم بإمارة المنطقة، إلا أن كلام سموه كان حديث (الرياضي المخضرم) الذي خبر دهاليز الرياضة وعرف أروقتها وعاشها عن قرب، وعرف تفاصيل تفاصيلها، وجاء يحمل الكثير من الرسائل المباشرة والموجهة والناصحة والناقدة أيضاً.
كان يمكن للأمير أن يجعل حديثه عن (جوهرة الشمال) وعن التحول التنموي الكبير الذي حدث فيها خلال ثلاثة عقود بإشرافه، أو عن تطلعات المنطقة وأهلها ورجال أعمالها، لأن مجلس (التنمية السياحية) الذي يرأسه هو من يقيم البطولة الدولية للعام الثاني على التوالي برعايته الكريمة والمباشرة، وكل من عرف المنطقة من قبل ويشهدها الآن؛ بل كل من يأتيها يجدها وقد تحقق بها تماماً ـ بفضل الله ـ ما بشّر به الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) قبل أكثر من 1430 عاماً؛ عندما أقام على عين سُكّر قبل غزوة تبوك المعروفة، التي كانت آخر غزواته عليه الصلاة والسلام، وفيها قال قولته المشهورة: (يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة أن ترى ما ها هنا قد ملئ جناناً).
حديث الأمير الرياضي المفعم ليس غريباً عليه فهو يعد (شاهد عصر) على بدايات الإنجازات الكروية الكبيرة للكرة السعودية، التي تحققت في الثمانيات، وكان هو وعدد من ضيوفه (النجوم) أهم أدواتها التي يعرفها تاريخ الكرة السعودية وسطرها بمداد من ذهب في أسفاره، بل هو (أحد صانعي) أهم وأكبر وأول إنجازات الرياضة السعودية، وقد كان رئيساً لوفد المملكة في مشاركتها التاريخية الأولى في الأولمبياد (أولمبياد لوس أنجلوس 84 م) إضافة إلى مناصبة الكبيرة والعديدة في الرياضة والكرة السعودية.
كثير مما قاله الأمير ينم عن شخصية رياضية، لا تزال تعيش وتقرأ وتتابع وتحلل الأحداث والأوضاع الرياضية، وله فيها رؤى وآراء سديدة، وفكر رياضي خلاق، وددت لو استمع إليه مسؤولو الرياضة في بلادنا، وأعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم، وسيجدون فيها (خلاصة الخلاصة).
كلام مشفر
« ما تحدث به الأمير فهد بن سلطان عن (الفروقات) بين جيل اليوم من اللاعبين وجيل الإنجاز من نجوم الأمس وما قاله عن اللعبة اليوم، وبعض واقعها وعن كثير من المقارنات التي تتم يستحق أن تكون (ورقة عمل) تطرح على أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم في اجتماع خاص وتناقش باستفاضة للاستفادة.
« وياليت رئيس وأعضاء الاتحاد يسعون للجلوس إلى سموه ليعرفوا عن قرب الكثير من أسرار الإدارة الرياضية، وينهلوا من خبرات الأمير الذي سبق وأن كان نائباً لرئيس اللجنة الأولمبية، ونائباً لاتحاد كرة القدم، وترأس لجنة المنتخبات قرابة عشر سنوات، كما ترأس العديد من بعثات المنتخب الوطني، لعل أشهرها وفد المملكة إلى أولمبياد لوس أنجلوس عام 1984م.
« ظهور باهت لفريق الاتحاد لكرة القدم في مباراته الأولى في بطولة تبوك التي خسرها أمام فريق الإسماعيلي، ورغم أنها أول مباراة يظهر فيها هذا الموسم، وتعد من فترة (الإعداد) ورغم أنه واجه فريقاً قوياً في كامل جاهزيته إلا أن (النمور) خيبوا آمال جماهرهم العريضة التي انتظرتهم.
« أسماء الفريق لم تتغير، والجهاز التدريبي لم يتغير، وأيضاً الأداء الفني الذي قدمه الفريق لم يتغير عن ما كان عليه في آخر مبارياته نهاية الموسم، والتي فرط فيها في إمكانية صعوده إلى مركز (الوصيف) في الدوري بعد حصوله على كأس سمو ولي العهد.
« الملاحظات نفسها التي كانت موجودة استمرت مع أول مباريات العودة، برود واحتفاظ مبالغ فيه بالكرة، بطء واضح في أداء بعض اللاعبين واستعراض فردي للاعبين وتأخيرهم المبالغ فيه للكرة.
« ولم يحرك المدرب ساكناً، ولا يبدو أنه عالج شيئاً من أخطاء وملاحظات الموسم الماضي، لا بتغيير العناصر ولا بتصحيح الأخطاء، بل الأدهى من ذلك أن تغييرات المدرب استمرت هي نفسها كما كانت الموسم الماضي، يخرج ظهير (المزيعل) ويدخل مكانه ظهير (عوض خميس) ويخرج محور (باجندوح) ويدخل مكانه (محور) ويخرج رأس حربة (ربيع) ويدخل مكانه رأس حربة (العرياني)، مع العلم أن البطولة مسموح فيها ست تغييرات في المباراة الواحدة.