فهد بن جليد
لتنعم بحياة زوجية أفضل، وتشعر بالهدوء والاستقرار الأسري، امنح زوجتك مدة أطول للنوم، فهذا كفيل بحل الكثير من المشاكل الأسرية التي تواجهك، هكذا فهمتُ من صحيفة الديلي ميل البريطانية التي أعادت -أمس الأول- نشر مجموعة دراسات علمية منها دراسة معهد ماكس بلانك الألماني التي تؤكد أنَّ المرأة في حاجة للنوم 20 دقيقة أكثر من زوجها، تبعاً لحاجات جسدية وفوارق بيولوجية بين الجنسين، بسبب تعقيدات تُصيب عقل المرأة أكثر من الرجل.
أهم نصيحة يمكن تقديمها لك - عزيزي الزوج - بعد تأمل مُجمل تلك الدارسات التي تضمنها التقرير، ترك زوجتك تأخذ كفايتها اليومية من النوم، لا توقظها من أجل القيام بمهام المنزل أو لإعداد فطورك الصباحي أو حتى رعاية الأطفال - اعتمد على نفسك - و تذكر أنَّك تعمل دائماً وفق قاعدة علمية وبحثية مفادها (نوم المرأة أكثر يسمح بتعافي عقلها أكثر) وبالتالي تخلُّصه من تلك التعقيدات والشوائب التي تُصيبه عند اليقظة - بسبب كثرة المشاغل والمهام اليومية المُتنوعة - وهو ما يضمن في نهاية المطاف تعافيها من العصبية والاكتئاب، والتوتر النفسي في العلاقة الزوجية، والمشاعر العدائية تجاهك، والفضل كما يقول العلماء -على ذِّمة الدراسة- يعود لانفصال (القشرة المُخية) لعقل المرأة أثناء نومها العميق، وهو ما يؤدي لقيامه بمهام إصلاح نفسه بشكل تلقائي.
العلماء في جامعة سالزبورغ النمساوية اكتشفوا منذ العام 2007م أنَّ المرأة تحتاج 4 ساعات أكثر من الرجل لهضم الطعام الذي يتناولانه سوياً -فعليك مُراعاة فوارق التوقيت- كما أنَّ عظام وغضاريف جسم الرجل أسمك 50% منها في جسم المرأة وهو ما يتطلب قيامه بالمهام الأصعب والأكثر خشونة في المنزل وخارجه، العلماء في جامعة ستانفورد بكاليفورنيا مذهولون من أنَّ حجم قلب المرأة الذي لا يتجاوز ثلث حجم قلب الرجل يتميز بدقات أكثر تُساعده على تحمل الصدمات مع أنَّه أكثر خوفاً للوهلة الأولى، وهو ما يُفسر انخفاض مُعدلات الوفاة لدى النساء عند حدوث جلطات قلبية وذبحات صدرية، ورغم أنَّ المرأة أكثر شعوراً بالألم بـ 30 ثانية من الرجل، إلا أنَّها تملك قدرة فائقة على الصبر والتحمل مُدة أطول، وهذا مُرتبط مباشرة بقضية الحمل والولادة.
في حال تعرَّف الزوجان على فوارق المكونات الجسدية الداخلية بينهما، سيفهمون أكثر طبيعة وأسرار المهام الفطرية والأدوار الموكلة لكل جنس، وبالتالي سينعكس هذا على الاستقرار النفسي والأسري بينهما، المسألة لم تعد حكراً على الباحثين والعلماء كما يُعتقد سابقاً، فالأزواج أيضاً مدعوون -لتَثقُف أكثر- من أجل حياة أفضل.
وعلى دروب الخير نلتقي.