«الجزيرة» - سعد العجيبان:
لا جديد في تعاطي قطر مع الأزمة.. غير «بروز» صورة تؤكد على لفظ الدوحة لأنفاسها الأخيرة عربيًّا وخليجيًّا، ففضلاً عن إعلان التلفزيون الرسمي الإيراني أن أمير قطر سيشارك في مراسم تنصيب روحاني رئيساً لولاية ثانية السبت المقبل، جدد أمير قطر أمس موقف بلاده تجاه الأزمة، مؤكداً على ما جاء في خطابه في 21 يوليو، بشأن استعداد قطر لحلها من خلال الحوار، وإذا كان هناك سعي لتحقيق اتفاق فيجب أن يشمل هذا الاتفاق جميع الأطراف دون إملاءات، ودون تدخل في السيادة الوطنية والشؤون الداخلية لأي دولة - على حد تعبيره -. وقال خلال رئاسته جانباً من اجتماع مجلس الوزراء، إن قطر قبل يونيو 2017 ليست قطر فيما بعد هذا التاريخ، وزاد: «ما حدث مؤخراً قوّانا ودفعنا إلى المزيد من العمل».
من جانبه اعتبر وزير الدفاع القطري خالد آل عطية أن مستقبل مجلس التعاون الخليجي بات على المحك، متهماً الدول الخليجية الثلاث المقاطعة للدوحة بالتدخل في الشؤون القطرية، ومحاولة الانقلاب على حكومتها.
واعتبر آل عطية في حوار تلفزيوني أن الأزمة السياسية الجارية لن تساعد أي أحد متورط فيها، مؤكداً أن الوقت والانتظار سيساهمان في استمرار الأزمة، وسيفاقمان العلاقات أكثر وأكثر، مشيراً إلى أن البقاء في هذا الوضع المتجمد سيجعل مجلس التعاون الخليجي عرضة للخطر.
وفي حين ألمح إلى أن أمير الكويت منع الأزمة من الذهاب بعيداً، شدد آل عطية على أن الدول الخليجية الثلاث لديها نيات مبيتة تجاه قطر - على حد تعبيره -، متهماً إياها بعدم الالتزام بمبادئ اتفاقي الرياض 2013م والتكميلي 2014م.
وزير الخارجية القطري زعم أن الأزمة الخليجية بُنيت على أساس افتعال أزمات، مشيراً إلى أن إجراءات - ما أسماها - دول الحصار!! بُنيت على أساس جريمة وليس لها أي أساس سياسي، وشدد على أن الأزمة كشفت عن سوء نية دول الحصار - كما وصفها -. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الإيطالي أنجلينو ألفانو أعلن فيه توقيع اتفاقية دفاعية مشتركة بين البلدين، تشتري بموجبها القوات البحرية الأميرية سبع وحدات بحرية من إيطاليا بقيمة خمسة مليارات يورو.
وجدد آل ثاني - مزاعمه - بأن اجتماع المنامة الأخير كشف عن تناقضات لدول «الرباعية العربية»، تمثل بإعادة طرح الشروط الـ13 التي سبق تجاوزها في مؤتمر القاهرة، مبيناً أنه أكد لنظيره الإيطالي على ضرورة احترام القانون الدولي مهما كانت طبيعة الخلافات السياسية وأن ينخرط جميع الأطراف في حوار بناء.
وفي واشنطن أعلن وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مواصلة جهود الولايات المتحدة في حل الأزمة من خلال إرسال وفود إلى الخليج قريباً.
من جهتها قالت رئيسة اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في مجلس النواب الأمريكي إيليانا روس ليتينن، إن قطر ليست بيئة عدائية لتمويل الإرهاب، مضيفة أنها تُموّل جماعات مصنفة إرهابية مثل حماس وتنظيمات في سوريا. ورفضت ليتينن خلال جلسة استماع عقدتها اللجنة لبحث ملف الأزمة، ما وصفتها بـ«الأعذار» التي تقدمها قطر بأنها تحتضن هذه العناصر لأن أمريكا طلبت ذلك، ورأت أن هذا العذر «لم يعد مقبولاً»، مضيفة: «لا يمكن أن نقبل اتخاذ وجود قاعدتنا الجوية هناك كمبرر لهذا التصرف، يجب على الدوحة تغيير سلوكها أو أنها ستخسر دعمنا لهذه القاعدة».