حققت الدورة الحادية عشرة من سوق عكاظ التي أقيمت برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله، خلال الفترة من (18 - 28 شوال 1438هـ الموافق 12- 22 يوليو 2017) وافتتحها صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز، مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، والتي أشرفت على تنظيمها الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، حققت نجاحا كبيرا عكسته الأصداء الواسعة للسوق، وعدد الزوار الذي تجاوز 800 ألف زائر، كرقم قياسي يتحقق لأول مرة في السوق وبنسبة زيادة110 في المئة عن العام الماضي.
وتعد هذه الدورة من السوق الدورة الأولى بعد صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز (حفظه الله) بتولي الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني مسئولية الإشراف على سوق عكاظ بالتنسيق مع إمارة منطقة مكة المكرمة والأجهزة التنفيذية في محافظة الطائف.
وتميزت دورة هذا العام بالتجديد في التنظيم والفعاليات واستحداث مواقع وأنشطة جديدة، مثل جادة الثقافة، وحي عكاظ، وخيمة الراوي، وخيمة المعلقات، وخيمة فتيان عكاظ وغيرها، وحصر كل الفعاليات في الجوانب التاريخية للسوق.
خالد الفيصل: نقلة نوعية لسوق عكاظ هذا العام
وكان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، قد أكد أن سوق عكاظ في دورته الحادية عشرة، وصل لمستوى التميز والابداع في كل شيء، وشهد نقلة نوعية في مسيرته، مشيدا بجهود الأمير سلطان بن سلمان في تطوير السوق.
وقال سموه في تصريح صحفي بعد اختتام حفل افتتاح السوق: «ما رأيته هو إبداع وتميز ومجهود مثمر وصل لمستوى التميز والابداع في كل شيء، ما رأيناه نقلة نوعية في مسيرة عكاظ، أرجو ان تستمر على هذا التوجه والمنحى، لأن هذا الوطن وهذا الشعب يستحق منا كل شيء، والمواطن السعودي يرفع الرأس في كل مكان في كل مجال، وباسم سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، اشكر كل من ساهم في هذا المظهر الابداعي الفريد من نوعه بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز وزاده تألقا مشاركة الشاعر المبدع والانسان المميز الأمير بدر بن عبدالمحسن.
سلطان بن سلمان: عكاظ سيشهد منظومة تطويرية متكاملة
بدوره كشف صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ، بأن سوق عكاظ سيشهد منظومة تطويرية متكاملة لموقع عكاظ الى جانب الفعاليات المصاحبة، وذلك استكمالاً لمجهودات الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة الذي يقود التطوير لسوق عكاظ.
وأعرب سموه عن تقديره للجهود الكبيرة لشركاء الهيئة في تنظيم السوق والرعاة، مشيرا إلى أن ما تحقق في النسخة الحادية عشرة لسوق عكاظ تم -بفضل الله- ثم بالعمل على ما بناه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة، بصورة جاذبة ومنظمة، من خلال توطين حفل الافتتاح في قلب الوطن وفي تراثنا وأهازيجنا الوطنية وقصصنا التي نفتخر بها، والاستعانة بشباب الطائف في ذلك، معرباً عن غبطته الشديدة بروح الفخر والاعتزاز بالوطن والتي جسدها المواطنون الحاضرون للحفل.
وأضاف: «ما تشاهدونه اليوم هو البداية، نحن مقبلون على مدينة عكاظ الجديدة، وما ستحويه من منشآت ومرافق سياحية جديدة يكون لها الدور الكبير في إعادة إحياء هذا المنتج التاريخي، الذي استمر 250 سنة، وشهد حضور الرسول صلى الله عليه وسلم» مشيراً إلى أنه وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين سوف يتم الاعلان عن تطوير كبير لبرنامج السوق، خاصة فيما يتعلق بدور سوق عكاظ في بناء اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم.
وفي كلمته المسجلة تلفزيونيا قال الأمير سلطان بن سلمان: «نحن نعتز ونفتخر برعاية سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله لسوق عكاظ في دورته الحادية عشرة، كما نعتز بوجودنا مع رائد هذا العمل الثقافي الكبير الامير خالد الفيصل، وكذلك نسعد بوجود الوزراء من الدول الصديقة ومن المملكة العربية السعودية، والمواطنين والمحبين والمثقفين وأيضا جمهور عكاظ في جميع أنحاء العالم».
وأضاف: «الليلة مناسبة مهمة جدا للجميع ولأول مرة نحتفي بسوق عكاظ وهو تحت مظلة برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، أيضا ينطلق السوق الليلة مع بداية تنفيذ مشروع مدينة عكاظ التي سوف تحتضن هذه النشاطات الثقافية والاقتصادية، كما كنا جميعا برعاية الأمير خالد الفيصل نفكر ونتأمل، حتى اصبح هذا الخيال الذي بدأنا فيه منذ سنوات ممكناً».
تكريم الشركاء والرعاة
كرمت الهيئة شركاءها في التنظيم من الجهات الحكومية ومن الرعاة في حفل اختتام السوق الذي أقيم برعاية سعادة محافظ الطائف المكلف الأستاذ سعد الميموني.
وتسلم مسؤولو الجهات المشاركة والراعية دروع التكريم في الحفل الذي ألقى فيه مدير السوق عبدالله السواط كلمة نقل فيها شكر وتقدير سمو رئيس الهيئة للشركاء والرعاة الذين كان لهم الدور الأساس في نجاح السوق، مشيدا بالعمل الجماعي من جميع الجهات التي عملت بروح الوطنية وحب الإنجاز.
ويساند الهيئة في التنظيم عدد من الجهات الحكومية من خلال جهودها في تهيئة البنية التحتية والخدمات اللوجستية لموقع السوق، وتقديم الخدمات أثناء إقامة السوق، والمشاركة في فعالياته.
والشركاء الحكوميون في السوق هم: وزارة الحرس الوطني، وزارة الداخلية، القوات المسلحة السعودية، وزارة التعليم، وزارة الثقافة والاعلام، وزارة النقل، وزارة الصحة، وزارة البيئة والزرعة والمياه، أمانة الطائف، جامعة الطائف، الهيئة العامة للترفيه، النادي الادبي بالطائف، دارة الملك عبدالعزيز، شركة المياه الوطنية، هيئة الهلال الأحمر، الهيئة السعودية للحياة الفطرية، الجمعية السعودية للثقافة والفنون بالطائف، هيئة الاذاعة والتلفزيون، وكالة الأنباء السعودية، الغرفة التجارية بالطائف، المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، الشركة السعودية للكهرباء، مجموعة mbc
وأقيم السوق في دورته هذا العام برعاية عدد من الشركات هي: البنك الأهلي (شريك استراتيجي)، سابك، فندق أنجم، شركة سما الطائف (شريك مشارك)، مصرف الراجحي، مجموعة الطيار، مطاعم البيك، الجزيرة للسيارات، شركة صافولا، شركة الراشد للتجارة والمقاولات (شريك).
300 شاب وطفل من الطائف ينثرون الإبداع في حفل الافتتاح
وحظي العمل الذي قام به شباب الطائف في حفل افتتاح سوق عكاظ بإشادة وإعجاب الحضور والمشاهدين.
وقد عملت الهيئة على مشاركة شباب الطائف في العروض المسرحية والفلكلورية والفنية التي تضمنها حفل الافتتاح.
وشارك أكثر 300 مشارك من أطفال وشباب من الطائف في عروض رقصات المجرور وعروض الإبل والخيول والعروض التمثيلية وغيرها، وكان لأدائهم المميز وتفاعلهم مع العروض دوره في نجاح وتميز الحفل.
وتضمن حفل الافتتاح الذي تنظمه مجموعة الـ mbc ، عملا فنيا مسرحيا بعنوان (تماضر) أعده صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن، إضافة إلى ثلاث لوحات شعرية غنائية، اثنتين منها للأمير بدر بن عبدالمحسن وواحدة للشاعر محمد جبر الحربي يقوم بغنائها عدد من الفنانين، كما يتضمن الحفل عروضا من الفلكلور الشعبي.
سوق عكاظ يتوج بمسيرة أهالي الطائف
وتوج سوق عكاظ في يومه الأخير بمسيرة أهالي الطائف (وحدة وطن) التي رعاها محافظ الطائف المكلف الأستاذ سعد الميموني. وأوضح الأستاذ عبدالله السواط المدير التنفيذي لسوق عكاظ، أن مسيرة أهالي الطائف تعد من أهم فعاليات السوق التي حظيت باهتمام خاص ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني رئيس اللجنة الاشرافية لسوق عكاظ، نظرا لما تعبر عنه من تعزيز الوطنية ووحدة الوطن وتآلف وتلاحم المواطنين ووقوفهم كافة خلف قيادتهم.
وأضاف السواط: «سمو رئيس الهيئة الذي وجه بهذه المسيرة أكد في توجيهه ان المواطن أولا هو مشارك لا متفرج فقط، والمواطن المشارك يرفع قيمة المنتج ويثري كل شيء».
وشارك في المسيرة أكثر من ثلاثة آلاف مشارك من مختلف الفئات والأعمار متوشحين بأعلام الوطن، قاموا بإنشاد عدد من الأهازيج والأناشيد الوطنية والعروض الفلكلورية.وقد بدأت المسيرة من مسرح عكاظ مرورا بجادة الثقافة وثم جادة عكاظ إلى نهاية الجادة في مسرح المزادات الأثرية.كما تفاعل زوار سوق عكاظ بالمسيرة ورددوا أهازيجها وشجعوا المشاركين فيها.
الزوار: شكراً سلطان بن سلمان.. شكراً هيئة السياحة
أشاد زوار سوق عكاظ في دورته هذا العام بما تضمنه السوق من تطوير وفعاليات وبرامج ومواقع جديدة، واصفين دورة هذا العام بأنها الاميز.
ووجه الزائر عبدالله العتيبي من مكة المكرمة، شكره لهيئة السياحية، مشيرا إلى أنها نجحت مع الجهات الأخرى المساندة لها في الطائف في تنظيم دورة متميزة حظيت بإقبال كبير من الزوار من المملكة والخليج.
واعتبر العتيبي دورة هذا العام من سوق عكاظ متميزة بفعالياتها الجديدة وتنظيمها الجيد، والأنشطة التي أعطت السوق طابعا تاريخيا وثقافيا يناسب الموقع.
من جهته، أكد الزائر عمر مرزوق، أن ما ميز سوق عكاظ هذا العام هو فعالياته الجديدة ومنها مشاركات عربية في مجال الخط العربي والحرف الي دوية وغيرها، مشيدا بنجاح هيئة السياحة في اشرافها على السوق ومتابعتها لكل الأنشطة في السوق من قبل موظفي الهيئة .
وأشاد الزائر سعد العتيبي، بدورة هذا العام من سوق عكاظ معتبرا أنها الدورة الأفضل بالنسبة له، مشيرا إلى أن ما شهده السوق من مشاريع جديدة وأسواق للأسر المنتجة وفعاليات تراثية أسهم في زيادة أنشطة السوق وبالتالي زيادة أعداد زواره.
وأكد الزائران رضا المسلم ومصطفى علي من المنطقة الشرقية، أن تطوير عرض الحرفيين في سوق عكاظ كان علامة مهمة لتميز السوق ونجاحه، مشيرين إلى أنهم جاءوا من المنطقة الشرقية لزيارة السوق تفاعلا مع التغطية الإعلامية للسوق وما عرضته من أفلام وتغطيات إخبارية عنه.
وأصبح سوق عكاظ بما يحويه من فعاليات تراثية وسياحية وثقافية علامة بارزة في المهرجانات السعودية، كما أنه يمثل نموذجا للسياحة التاريخية والثقافية حيث تمت تهيئة المواقع التاريخية في السوق مثل الصخور الكبيرة التي كانت تلقى عليها القصائد والخطب لتقديم فعاليات ومسرحيات مفتوحة تحاكي أنشطة السوق إبان ازدهاره.