محمد المنيف
اليوم سأتحدث عن جانبين: الأول- جانب الموهوبات في الفن التشكيلي من الفتيات والسيدات، فراشات الفن بكل ما تعنيه الكلمة ترفرف أجنحة إبداعهن بألوانها الزاهية لترسم أمام الجمهور فبعثوا فيه مشاعر الإعجاب، البعض منهن مدعومات بأمهاتهن الحاضرات بكل اعتزاز وأخريات حضر آبائهن والبعض شاركهن أشقاؤهن يهيئون لهن سبل الراحة من شاي وقهوة كانوا يقدمون ضيافتهم أيضا للزوار عشقا من الأسرة كلها لهذا الفن، والإخلاص لأبنائهم جاءوا مع موهوبات ينثرن عبير عطر فنونهن التشكيلية فزادوا أجواء سوق عكاظ أريجا تابعته الأعين وأسرت القلوب فكان لهذا الإبداع جمهور لا يهدأ بين من يلتقط صور للوحات وآخر يناقش ويستفسر والكثير منبهر بهذا الجهد الكبير من تشكيليات البعض منهن يحضر للدكتوراه في هذا المجال في أقسام التربية الفنية بجامعاتنا والبعض لا زلن يتلمسن أبجدياته ورغم ذلك تمازجت التجارب والخبرات، بل يمكن القول إن بعض الموهوبات الأقل خبرة تجاوزن من لديهم الخبرات، تجاورن في المكان وتحاورت لوحاتهن وتلاحمت فلم يعد هناك فرق بين جيل وجيل، البعض من الجنسين وجد نفسه أمام تحد مع المساحة التي تختلف عن ما كان يتعامل معه بالأحجام الصغيرة ورغم ذلك أعلنوا التحدي ورسموا وأبدعوا وأبهروا.
أما الجانب الآخر فهو مؤسف جداً أن نجد بعض اللوحات غير المكتملة قام من منحت لهم بالعبث فيها بخطوط عشوائية غير مكتملة أو معبرة عن شيء ما، تدل وبكل صدق عن خلوا وفاضهم وانسحابهم من المنافسة اكتفوا بوضع إما توقيعا خجولا أو بوضع (سناب شات كود) للدعاية لهم و لتسجيل حضور فقط، أضاعوا الفرصة بهذا التصرف على غيرهم ممن يبحث عن تلك المساحة، فكشفوا للجمهور وللعارفين بهم أنهم يصنعون مجدا لأنفسهم بالإعلام الجديد خلف الشاشات وهم في الحقيقة لا يستحقون أن يكونوا فنانين منتسبين للساحة التشكيلية.
لقد كشفت مثل هذه المهرجانات الكثير من الحقائق والقدرات بين من يصر على إثبات الذات واكتساب الخبرات وسماع الرايمدعوم بموهبة حقيقية وبين من ينسحب مع أول جولة في المنافسة لعدم قدرته على موازاة غيره من المبدعين الصادقين.