فيصل خالد الخديدي
تختلف ردود الفعل على ما يقدم من أنشطة تشكيلية بالساحة المحلية وتتباين على حسب ما قُدم، فتزدحم مواقع التواصل الاجتماعي والصحف بردود الفعل على قدر أهمية الحدث فمتى ما كان مهم ومؤثر متى ما نشطت الردود وتباينت، وعادة ما يظهر التفاعل بشكل أكبر في الأنشطة الجماهرية والتفاعلية والمسابقات المهمة والمؤثرة في الساحة، وتأتي ردود الفعل بين الرضاء والانتقاد والسخط سواء من المشاركين في الفعالية أو من المراقبين عن بعد وهو أمر إيجابي ومفيد للمنظمين والمشاركين في الفعالية ويعد تغذية راجعة يستفاد منها في تطوير العمل وخدمة الفعل التشكيلي ليصل الى شيء من الطموح ولكي يحصل ذلك لا بد من تقبل جميع الآراء وتصنيفها والتعامل معها بوعي تام لأهدافها ودعم ما يساند تطوير الفعل التشكيلي وتجاهل وتهميش الأصوات النشاز التي تسعى للتقليل والإطاحة بكل فعل جاد يضاف للساحة التشكيلية، فالمشاركون في الفعالية والموجودين بها عادة ما تكون ردود أفعالهم مفيدة وأقرب للمنطقية وحتى وإن جاء انتقادهم أو تظلمهم من تحكيم أو تنظيم فهو بين أمرين إما من حرص على نجاح الفعالية بشكل عام أو من خلال حرصهم على ظهورهم الشخصي ومشاركتهم بشكل أفضل في الفعالية، فمناقشة هذه الفئة والسماع لمطالبهم بمنطقية أمر إيجابي ومفيد لتطوير العمل وتجنب سلبياته، كما أن المناقشين للفعالية بمنطقية ومنهجية تطرح الإيجابيات والسلبيات والأمور التطويرية للفعالية يستحقون السماع والمناقشة والإفادة من خبراتهم لتطوير الفعل وتحسين العمل حتى وإن كانوا من خارج منظومة العمل ولم يكونوا ضمن حُضار الفعالية، أما الفئة الثالثة التي آثرت النياحة وراء كل عمل جاد ويقلقهم أي حراك يتقدم بالساحة ولو خطوة للأمام فدورهم لا يتعدى دور النائحة المستأجرة، بل أصبحت نياحتهم بالإنابة المجانية فمبدأ التشكيك في كل ما يحدث ديدنهم، والتقليل من كل شيء منهجهم، والوشاية بين الفنانين عادتهم، فأصبح امتداحهم لفنان وأعماله ليس حباً فيه أو دعماً له وإن كان مستحقاً، وإنما نكاية وتحطيماً لغيره من الفنانين المنافسين بحب واقتدار، فمثل هذه الآفات التي ابتليت الساحة بها، حقهم التهميش والرد عليهم بالفعل والإنجاز والقفز من فوق آفات حروفهم ونقائص مواقفهم بالعمل الجاد.