د. هيا بنت عبدالرحمن السمهري
هنيئا لبلادنا الغالية هذا الشوق النهضوي الذي يحيطنا في عهدنا الجديد؛ وهنيئا لنا أيضا تلك الخصوصية الحافزة التي تُصاغ في سهول بلادنا المنداحة، وجبالها الشماء؛ وشواطئها ذات الألق والبريق؛ ولا غرو ولا عجب فنحن في عهد اختزال التتابع الزمني، وتباشير نضج الرؤية بما نستطيع أن نطلق عليه الصورة الكلية لمخططنا النهضوي الكبير المنبثق من رؤيتنا الفريدة 2030؛ وتعلمون أن إدراك الصورة الكلية لما يجب أن يكون هو استعداد مؤكد لها بكل الطاقات والإمكانات؛ ومشاريع السياحة المتنوعة في بلادنا المعلن عنها حديثا؛ (مدينة القدية، وبوابة الدرعية، وتطوير محافظة العلا، والمشروع المائي العملاق في جزر البحر الأحمر) وغيرها من القادم المجزي؛ كل ذلك شكل من أشكال الوجود المكافئ للمدنية والحضارة التي يتوق لها حراكنا الجديد في مشروعاتنا العملاقة عامة وما يتعلق منها بالسياحة خاصة، وطوق السياحة في بلادنا الوفيرة التي تعددتْ فيها النطاقات الجغرافية والمناخات حتما سيكون حزامًا ذهبيًا يطوق الشعب والوطن، ويحظى بكثير من مفردات المستقبل؛ وتحتضن بواباته مصطلح الاستثمار بمعناه الشامل، وهو ما استحضرت بلادنا أدواته في رؤيتنا الفريدة 2030»، فحضور الكفاءات السعودية وتوافر الريادة الاجتماعية السعودية في مفاصل المشروعات السياحية العملاقة متكأ جديد تُلبس له الحلل..
وهناك في البحر الأحمر بين الماء والرمال البيضاء أعلن نائب خادم الحرمين الشريفين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان عن إطلاق مشروع سياحي عالمي عملاق في البحر الأحمر الذي يضم في حزمه المضيئة خمسين جزيرة من الطبيعة الخلابة بامتداد وَفِير بين «أملج» «والوجه»؛ نأمل بإذن الله أن نستجمع من خلالها مستقبلاً سياحيًا أكثر عمقًا؛ خاصة عندما تكون الشفرة العالمية من محفزات الإعداد والاستعداد، فالبحر الأحمر حاضنتنا الاقتصادية الغربية؛ وبوابة بارة يدلف منها قاصدو المشاعر المقدسة، ولقد حمل البحر الأحمر وده لبلادنا على مدى عهودها الخضراء وما زال، وها هو اليوم يمتلئ ويفيض مرة أخرى ليستحث الود بطريقة جاذبة للعالم لتكون جُزُره الخمسون منصات حياة سياحية جديدة.
والحقيقة عندما شنف أذني إعلان إطلاق مشروع البحر الأحمر؛ تذكرتُ شاعرنا العميق «حمزة شحاته» -رحمه الله- عندما قال في عروس البحر الأحمر «جدة»،
النهى بين شاطئيك غريقُ
والهوى فيك حالم ما يفيقُ
ويذوب الجمال في لهب الحب
إذا آب وهو فيك غريقُ
ونحن اليوم نبشر شعراءنا باستلهام جديد قادم للجمال في شواطئ البحر الأحمر حتما سيكون لهم فيها مثل رؤى حمزة شحاته «التي لا تفيق».
وفي المشروع العملاق نستشرف بإذن الله ما يوقظ النجوم في سماء سياحتنا الهاجعة، وستكون فرص الاستثمار والتوظيف إسهاما مجزيا آخر في التنمية الوطنية ودعما حيويا لتحقيق المجتمعات الصحية بمفهومها الأشمل، وسيكون المشروع بإذن الله توجهًا إستراتيجيًا للإنفاق على السياحة السعودية لتستقر في الداخل، وتكون محلية السياحة مفهوما دلاليًا مختلفًا ومؤشرًا على القدرة السعودية على صناعة الحضارة...
ننتظر بعون الله ثم بدعم قيادتنا الرشيدة ذلك الزمن الجديد للسياحة السعودية لتكون تلك المواقع نظيرًا لأماكن أخرى توصف بالجمال في العالم؛ بل ستكون مركبًا متفوقًا يحملُ إشارات خاصة لتحول كبير قادم؛ واستثمارًا ناجحًا للموارد الطبيعية والنفائس الكامنة في بلادنا.
نبض الشواطئ،
«حملته الأمواج أغنية الشط
فأفضى بها الأداء الرشيقُ»