علي عبدالله المفضي
غربة أن تعيش محاطاً بالناس وعلاقتك بهم علاقة مكان فقط وغرفات قلبك خالية وغير صالحة للإقامة، غربة أن تكون مشاعرك تجاه الآخرين باردة ودرجة حرارة الجو تناوش الخمسين يمرك العيد والناس تبتهج به ويرتسم على الوجوه وتبوح به العيون والمشاعر وأنت يزيدك كآبة وانعزالاً وتقطيباً وتتبادل التهاني مع مَن حولك مجبراً لا ترى أن العيد سوى نسخة مكررة من أيامك الرمادية قبله وبعده.
تظن أن لا حل لحالتك مع أنها ربما تكون بسيطة لو حاولت أن تنظر إليها بيقين مؤمن يجد في قول الله تعالى {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} بوابة تؤدي حياة مضيئة مليئة بالقناعة والرضا والسعادة، ولما لقصائد الشعراء من أثر فإن تفاؤلهم وتشاؤمهم ينعكس سلباً أو إيجاباً على من يتداول قصائدهم، إنها دعوة صادقة لكل شاعر اكتب شعراً مضيئاً يبعث الفرح والسرور ويدعو لهما واحتفظ بألمك لنفسك.