د. أحمد الفراج
نواصل الحديث في هذا المقال عن خلايا عزمي، أي الحزبيين السعوديين، الذين باعوا ضمائرهم بثمن بخس، ووقفوا ضد وطنهم، في سبيل تنفيذ أجندات التنظيم الدولي للإخوان، وداعمه الرئيس، دولة قطر، ومن أطرف ما شهدنا عليه في هذا الخصوص، هو السروري السعودي، الذي يتردد على الدوحة، تارة وحده، وتارة مع أبنائه ومحبيه، لينالهم فتات من الكرم القطري، وذات مرة، كان في الدوحة للقاء حمد بن خليفة، وابتسامته تعلو محيّاه، ويقول العارفون في الأمور، إنه شقّ طريقه للقاء أمير قطر، منطلقاً من أرقى فنادق الدوحة، والذي يُباح فيه ما لا يُباح في فنادق المملكة، ثم امتطى صهوة سيارته الفخمة، وانطلق في شوارع كعبة المضيوم، وعندما توقف عند إحدى الإشارات الضوئية، كان على يمينه ويساره سيارات فخمة، تقودها سيدات من عدة جنسيات، بعضهن يعملن، وبعضهن في قطر بغرض الزيارة والسياحة.
قبل زيارة هذا السروري السعودي للدوحة، كان مستاءً جداً من قرار عمل المرأة السعودية، وفق الضوابط الشرعية، وأثار مع جماعته الحزبية بلبلة كبرى، وصلت حد التظاهر عند الديوان الملكي، رغم أنه يعلم كل خلفيات القرار وبواعثه، فإثارة البلبلة لم تكن لأسباب شرعية، بل تنفيذاً لأجندات التنظيم الدولي للإخوان وقطر، وهي أجندات هدفها معارضة الدولة، وإثارة الرأي العام، عند صدور أي قرار تنموي، أو إقامة مناسبة وطنية، أو فعالية ثقافية، وكان معرض الكتاب ومهرجان الجنادرية ميدانين شهدا الكثير من الأحداث، التي سجّلها التاريخ، وستكون ذكرى، تتناقلها الأجيال مستقبلاً، بعدما يتعافى مجتمعنا من تأثير ثقافة ما سُمي بالصحوة، التي جثمت على صدر مجتمعنا المتسامح طويلاً، ولا يمكن أن ينسى زائر معرض الكتاب بعض التصرفات اللا عقلانية، التي أربكت سير هذا المحفل الثقافي، الذي ينتظره الناس بشغف كل عام، ومن يمكن أن ينسى عندما هجمت مجموعة حزبية على حفل أقيم للزهور، وتم اقتلاع تلك الزهور البريئة، ورميها، أمام مرأى زوار الحفل، الذين كان معظمهم من الأطفال.
قطر لم تكتف باستقطاب وعاظ الصحوة، بل التفتت لبعض الكتبة، وأجزلت لهم العطايا، ليكونوا ضمن فريق الخلايا، مع أن كثيراً منهم لم يستطع الكتابة في الصحف السعودية، لرداءة المؤهلات، ولكن هذا لا يهم قطر، فالهدف هو التجنيد، كما طال أمر التجنيد عدداً من المبتعثين السعوديين في الخارج، الذين أوهمهم عزمي بشارة أنهم مشاريع لمفكرين، وأوكل لهم بعض الأعمال، من خلال وسائل الإعلام المحسوبة على قطر في الخارج، فأصبحوا يدرسون في أرقى جامعات العالم، على حساب الوطن، ويطعنونه في خاصرته كل يوم، إذ لا هم لهم إلا نقد كل ما يتعلّق بالمملكة، والترويج لقطر، ولمشاريعها الوهمية، في خيانة لا يمكن أن تغتفر. هذا، ولكن قرار مقاطعة قطر أيقظ المغرّر بهم من الشعب السعودي، الذين كانت خلايا عزمي الحزبية تتلاعب بهم باسم الدين تارة، وباسم الغيرة على الوطن تارة أخرى، وطالما تم فضحهم على رؤوس الأشهاد، فمتى سنرى حسابهم العسير، جراء كل الخيانات التي ارتكبوها في حق وطنهم وأبنائه؟!