رجاء العتيبي
وضع الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أساساً للقرارات الجريئة وأساساً لأهمية التغيير في المنشآت وأساساً لأهمية الرؤية لدى القادة، هذا كله يمكن أن نراه في حراك سموه منذ أن تسلَّم مهامه الجديدة، لم يجلس في مكتبه، ولم يقص (شريط) المناسبات الرتيبة، انطلق إلى أبعد من ذلك إلى قياس النتائج لدى أعمال القيادة العليا في كل دائرة حكومية، وعليها يكون بقاء المسؤول أو تنحيته.
قال وفعل: صنع رؤية 2030, وأنشأ المشروعات الاقتصادية العملاقة واتخذ قرارات, وشكَّل تحالفات, وحارب الفساد, وأسس لمفهوم القيادة الشابة عبر (مسك الخيرية) ليرقى بالبلاد إلى مصاف العالم الأول, وليس هذا ببعيد طالما هناك أناس تعمل بصدق وبرؤية معاصرة.
لا وجود -حالياً- للخلافات الأيدلوجية، ولا مكان للفرقاء، ولا فرصة للتوجهات الحزبية، إما أن تعمل وتبني الدولة وفقاً لرؤية موحَّدة الجميع يتجه إليها، وإلا فاترك المكان لغيرك، لا مجال لضياع الوقت في صراعات اجتماعية غير مفيدة، اتخذ ما بدا لك من قرارات في ضوء رؤية 2030 ولا تركن للراحة ولا تتكلس.
هذا الخط الواضح الذي اختطه الأمير محمد بن سلمان غير قابل للتردد، وهو يضع خارطة طريق للقادة في الدوائر الحكومية تمكنهم من العمل بوضوح، فلا مجال للتردد في اتخاذ القرارات ولا مجال للخوف من التغيير، فقد انتهى زمن التمسك بالكرسي لفترة طويلة من دون نتائج، إما أن تعمل كمسؤول ينتظر منك المواطن الشيء الكثير أو غادر المكان واتركه لقيادة أخرى تعمل ما هو أفضل.
وفي ظل هذه التحولات الجديدة التي صنعها الأمير محمد بن سلمان نجد -حتى هذه اللحظة- مسؤولين لا يعلمون ما يدور حولهم، يمارسون عملهم بصورة رتيبة بناءً على الأنظمة القديمة، لا قرارات، لا تطوير، لا تغيير وكأن الأمر لا يعنيهم بقدر ما يعنيهم الكرسي والمكوث عليه أطول فترة ممكنة, وهذا كان (زمان).
الزمن اليوم زمن التحوّل الاقتصادي، وإطلاق الأفكار الاستثمارية وإنشاء الشركات، وقيادة التحالفات وأهم من ذلك إقناع المجتمع بأن المسؤول يعمل من أجلهم وليس من أجل منافع خاصة به هو وعائلته وبعض المقربين.
أطلقها سموه مدوّية: «لا مجال للفساد في بلادنا وسينال المفسد عقابه كائناً من كان» لأنه يعرف أن التغيير الإيجابي والإنجازات والنتائج لا تكون في دوائر حكومية فاسدة أو شركات متلاعبة أو قادة مرتشين, الأهداف تتحقق عبر مجتمع صالح لا يدعم الفساد بأي شكل من الأشكال, تتحقق مع رجل استثنائي (يدل الطريق) جيداً.