عبده الأسمري
في ظل مئات الرسائل اليومية على وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الإنترنت اختلطت فيها المعلومة بآلاف الشائعات واصطدمت خلالها المعرفة بعوائق النقل الخاطئ والتضليل.. وعلى الرغم من نداءات متكررة بتراجع الكتاب وعدم الاعتماد عليه فإنه يظل يبقى في إطار اجتهادات شخصية فالمكتبات تعج باللاهثين وراء القراءة ومعارض الكتاب تمتلئ بالآلاف والطوابير في ازدياد وأرقام القراءة في ارتفاع ولكن.. هل ينتظر الكتاب أو القراءة لتكون عادة موسمية أو تذكير يرتبط بالمحافل.
للقراءة أسرار عظيمة لا يعرف أهميتها إلا من اعتاد معاقرة الكتب بها يسمو الإنسان ويرقى بها الشخص وترتقي من خلاها كل الملكات الإنسانية والفكرية.
فالقراءة تساهم في تقوية الذهن وتصفيته وتسهم في تقوية حواس العين واللسان وتحفيز الذاكرة التي تحتاج إلى تمرين دائم في ظل متغيرات الحياة وتغيرات الزمن.
القراءة وسيلة ناجعة للغوص في أعماق الفكر وفي تطوير مواهب الإنسان وأهمها تطور الكلام وتركيبة الحديث وهذا يعكس ثقافة الشخص ونماء فكره وعقليته..وتشكل القراءة في تغذيتها للعقل مسارات متعددة حتى تنمي المهارات وتحفز الأفكار وتنشط الإبداع.
القراءة طريقة المبدعين للتعرف على كل شيء فهي أداة العقلاء وأسلوب المثقفين ومن لا يقرأ يظل شخصًا منزويًا على ما يتعلمه من تلقين أو ما يفهمه من رسائل تأتيه من محيطه المحدود. أما من يقرأ فإن خلايا عقله تتجدد وتجده واسع المدارك متسع الإدراك تحوله القراءة مع الزمن إلى شخص حصيف ملم مثقف يحسن اختيار الكلمة ويجيد انتقاء العبارة ويحترف إبداع الكلام.
القراءة توصل للمعرفة التي تعد كنزًا ثمينًا للإنسان فمن خلال المعرفة يستطيع الإنسان أن يعيش في دائرة مطمئنة من العيش وفي إطار حافل بالرضا وفي درب تملؤه مكونات السعادة فالمعرفة ثروة كبيرة ومن امتلك علمًا فهو يمتلك ثراء عظيم سواء في ميزان دينه أو مقياس حياته وكما ورد في العديد من الآيات الكريمات في القرآن الكريم من قصص عظيمة وخالدة ومناهج إلهية في أهمية المعرفة وفي قوة العلم وفي غلبة الحكمة وفي حكمة التدبر والتفكر وهي إحدى طرق المعرفة وكما جاء في معاني الأحاديث النبوية الشريفة من أهمية العلم والمعرفة ونبذ الجهل فإن ذلك يعطي المعرفة قيمتها العظمى بأن تكون ثروة ومن أراد المعرفة عليه أن يشبع عقله بالقراءة وأولها في القرآن الكريم الذي يعد منطلقًا ومرتكزًا وأساسًا لكل العلوم وفيه البيان والإعجاز المنفرد والحرص على القراءة بشكل دائم في المجالات المختلفة وأتمنى أن لا تكون القراءة لدينا في المواسم فقط بل يجب أن تعيد المدارس والجامعات النظر في تنشيط موضوع القراءة وإقامة المسابقات المختلفة في هذا المجال وأن يرتبط الطالب بالمكتبة المدرسية وأن يشجع هذا الجانب بشكل مميز وأتمنى أن نرى مناشط متواصلة للقراءة لا تتوقف طوال العام بل تكون مستمرة وحتى في المهرجانات والفعاليات حتى يكون الكتاب حاضرًا في كل مكان وزمان لأنه غذاء العقل والقراءة المنهجية الإستراتيجية التي تجعلنا مجتمعًا راقيًا متحضرًا واعيًا متفهمًا ننافس المجتمعات بواقع المعرفة ومقياس الفكر.