غسان محمد علوان
انقضت فترة الاستعداد والإعداد لأنديتنا ترقبًا لموسم رياضي جديد، ونتيجة تلك الاستعدادات (لم يُقنع أحد) كثير من الأندية غادرت الوطن في معسكرات طويلة، باحثة عن تغيير الأجواء أكثر من أي شيء آخر فنتج عن ذلك قلة حرص على ترتيب مباريات ودية من العيار الثقيل، يضمن من خلالها مدربو الفرق وضعها في اختبارات حقيقية قبل الاستحقاقات الرسمية قد نتغاضى (تساهلاً) عن استعدادات الأندية التي لا تشارك في دور الثمانية الآسيوي، فضعف الاستعداد للجميع سيجعل في مستوى واحد تنافسيًا، أما الهلال والأهلي فكان يجب عليهما أن يكونا مختلفين تمامًا، وأكثر إقناعًا عن سواهما، فالهلال لعب وديتين ضعيفتين فقط في معسكره الأوروبي، تعادل في واحدة وخسر الأخرى ثم عاد للرياض ولعب لقاءً وديًا من نوعٍ فريد أمام المجزل، حيث لعب الفريقان أربعة أشواط، كل شوط استغرق نصف ساعة وكأن دياز يبحث عن تعويض ما فاته في النمسا، والأهلي وإن كانت مبارياته الودية أكثر عددًا من الهلال، إلا أنه أدخل القلق في نفوس محبيه أكثر من تطمينهم على مستوى الفريق.
كلنا رأينا كيف كانت صيفية الأندية الأوروبية حافلة باللقاءات القوية، التي من شأنها توضيح مكامن الخلل الحقيقية في الفريق بدلاً من اكتشافها متأخرًا خلال اللقاءات الرسمية، وبعد إضاعة النقاط أو حتى ألقاب السوبر التي تبدأ عادة في بداية الموسم، حيث رأينا ريال مدريد يواجه برشلونة، وبرشلونة يواجه مانشستر يونايتد، ومانشستر يونايتد يواجه قطبي إسبانيا، وكذلك فعل يوفنتوس وبايرن ميونيخ ومانشستر سيتي وأرسنال.
لم يقل أحدهم أني سأكتفي بلقاءين أو ثلاثة مع فرق ضعيفة، ولم نسمع منهم تلك العبارات المعلّبة عن المستويات التصاعدية لقوة اللقاءات الودية فالرغبة بدخول غمار منافسات الموسم بجاهزية كاملة، هي الهاجس الحقيقي لدى من يرغب في تحقيق الألقاب والتفوق مبكرًا.
هذه الخصوصية لدينا تشمل أيضًا عدم إشراك اللاعبين الجدد مبكرًا مع التشكيل الأساسي، ووضعهم في حاضنة الرديف إلى أن يكتب الله لهم فرجًا من عنده وكأن تلك التعاقدات تحصل من باب الرفاهية وتدعيم الدكة الاحتياطية، أكثر من تدعيم الفريق بلاعبين قادرين على تقديم الإضافة للمجموعة وزيادة قوته.
وبالمثل نعود للأندية الأوروبية التي من المنطقي أن يكون وضعها أكثر حساسية وحذرًا من أنديتنا، نظرًا لاتساع رقعة المتابعة والجماهيرية حول العالم، فكم يومًا مضى على مشاركة محمد صلاح أساسيًا مع ليفربول بعد التعاقد معه؟، ونفس السؤال عن لوكاكو وماتيتش بعد انضمامهما لمانشستر يونايتد؟ أو لاكازيت مع أرسنال؟ أيام قليلة قد لا تزيد عن أصابع اليد، فاللاعبون محترفون، وتلك المباريات ستضعهم في جو الفريق مبكرًا، منتجة انسجامًا وتجانسًا لا يستدعي تضييع الفرص كما نفعل نحن.
في كل موسم نرى ما يفعلون، ونعود لفعل ما نفعل دائمًا وكأن مدربو أنديتنا يتشربون خصوصيتنا لحظة وصولهم لأرض المطار، متناسين ما يقومون به في بلدانهم قبل مجيئهم الذي من المؤكد أنهم سيعودون إليه فور عودتهم لأوطانهم، فلا خصوصية في الكرة إلا لدينا.