سمر المقرن
يبدو أن النظام القطري قد تأدلج كثيراً أو تأخون، حتى لم يعد يستطيع أن يفهم غير لغة الأخونة ولا يستطيع أن يرى شيئاً خارجها. العالم يتجه نحو أن يكون قرية صغيرة لرفع المعايير الإنسانية والانفتاح على الآخر، وقطر تتحزب لتكون قطباً إخوانياً مؤثراً في جزيرة العرب، الإخوان في قطر يبدو أنهم لا يقرأون التاريخ السياسي في المنطقة العربية، ولم يستوعبوا أن حزب الإخوان موجة لا بد أن يغرق من يركبها ولم يفلح معها أحد، لأنها موجة مركبة على فكر صِدامي يسعى للسلطة عبر قياداته لا عبر أتباعه. على النظام القطري أن يعود ليقرأ حديث الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله - لصحيفة السياسة الكويتية عام 1423للهجرة، عندما تحدث عن غدر الإخوان ونكرانهم للجميل إبان قيام السعودية باحتواء بعض الإخوان الهاربين من بطش حكومات بلادهم.
لن تقدم قطر أكثر مما قدمته السعودية للإخوان، الذين توسمت منهم أن يتركوا حزبيتهم وينصهروا مع المجتمع ليكونوا عناصر وطنية فعّالة، لكنهم غدروا بالوطن الذي مد لهم يد العون، وأخذوا يجيّشون العوام ويدسون السم في العسل كعادتهم في تخريب أمن كل وطن يتغللوا في نسيج مجتمعه. لن تكون قطر بوقاية أكثر من السعودية، ولا تملك العمق الاستراتيجي الذي تملكه المملكة كدولة عميقة في منأى عن تكوّن أحزاب معادية ذات تأثير فعال ومباشر على أمن الوطن، مثلما سيحدث في دولة قطر التي قد يقلب أمنها أقل عدد من تكتل حزبي غادِر مثل حزب الإخوان، وما دام الإخوان قد لقنوا الحكومة القطرية أسلوب وصيغة اللطم والصراخ من خلال اللعب على وتر العروبة والأخوة، سنتحدث بأخوة، كبيت خليجي واحد، عندما يُغضبك أخوك أو تغضب منه، هل تأتي بابن الجيران وتسكنه بيتك ليحميك من أخيك؟! مجرد سؤال إجابته قد تُفيق حكومة قطر على ندم كبير، بجلب دول لها أطماع قديمة وتريد موطئ قدم لها في المنطقة، ومع الأسف كانت قطر هي موطئ قدم الغرباء، الدولة الصغيرة التي لا تحترم حجمها ولا تاريخها ستجد نفسها في مهب الريح مع أول عبث سياسي مع دول أكبر منها في كل شيء، وهذا ما تفعله حكومة قطر التي وضعت نفسها في موقف لا تحسد عليه ولا تعرف كيف سينتهي بها المطاف في مغامرات سياسية غير مأمونة العواقب، عندما تصبح قناة الجزيرة هي الناطق الرسمي باسم حكومة قطر وخارجية قطر، فستعرف بأنك لست أمام دولة حقيقية ذات سيادة، بل أمام نبتة شيطانية في جسد دول الخليج يجب الإسراع في بترها حتى لا توهن باقي أعضاء الجسد الخليجي الذي كانت تهدف قطر لإلحاق أكبر الضرر به!