د.عبدالعزيز الجار الله
يدخل الساحل الغربي السعودي مرحلة جديدة بعد الإعلان عن مشروع البحر الأحمر (الوجه - أملج) لأنه سينقل منطقة تبوك وبالتحديد محافظات ومدن ومركز الساحل في تبوك إلى عالم استثماري واقتصادي جديد: الدرة، حقل، مقنا، قيال، صنافر، ثيران، الخريبة، شرمة، المويلح، ضبا، الوجه، الحرة، أملج، الشبعان.
تقع شرقي مشروع البحر الأحمر (الوجه - أملج) - تقع - الأطراف الشمالية لسلسلة جبال الحجاز التي تشكل مع جبال السروات وجبال مدين سلسلة جبال المرتفعات الغربية المؤثرة في تضاريس المملكة والتي تعد الأشهر في طبوغرافية بلادنا، ومن هذه الحافات جبال الحجاز الواقعة قبالة (الوجه - أملج) تنحدر منها فحول الأودية التي تصب في البحر الأحمر وبيئتها فهي غنية بأشجار الطلح والسدر ومن هذه الأودية وادي المياه، ووادي مرخ ووادي عمق، ووادي الحمض حيث يبلغ طول وادي الحمض 400 كم ويصب في البحر الأحمر جنوب الوجه، وتشترك منطقة المدينة وتبوك في هذا المجرى المائي للوادي، ويشكل بيئية سياحية في حالة جريانه وحتى حين يكون جافاً ويعد من أشهر الأودية في السعودية.
تتميز منطقة مشروع البحر الأحمر والتي يبلغ طولها (150 كم) بثرواتها وكنوزها الأثرية العريقة والمرعبة بالقدم باعتبار منطقة تبوك هي المستودع للثروة الآثرية للمملكة، وفِي جزء الساحل السياحي مدينة الحوراء الأثرية والتي قامت على أنقاضها وأطلالها مدينة أملج، والحوراء أيضاً هي الميناء التاريخي للعالم القديم في طرف الجزيرة العربية الشمالي الغربي، إضافة إلى أن مسار طريق الحج والتجارة المصري طريق الساحل يحاذي مشروع البحر الأحمر من الشرق، يقع على الطريق منازل ومحطات الحج القديمة ومنشآت معمارية قائمة ومدفونة منها: القلاع والحصون والقصور والآبار والبرك والسدود والقنوات، والمنطقة قريبة من أهم آثار الجزيرة العربية المتمثّلة في مدائن صالح وآثار العلا، والعلا الحالية مدينة غنية بالآثار والتراث العمراني ومواقع الاستيطان القديم، كذلك قريبة من مواقع تعد الأشهر وذات القيمة الأثرية العريقة مثل آثار المابيات والخريبة والرسوم والنقوش والكتابات الصخرية التي تعود إلى أزمنة قبل الإسلام وأخرى إسلامية.