رقية سليمان الهويريني
في لقاء سابق مع رئيس هيئة الغذاء والدواء والمدراء العامين تم فتح النقاش حول مهام الهيئة، وذكرت دورها البارز في التحقق من سلامة الغذاء والدواء، ومراقبة جودة الأجهزة الطبية، كما أكدت على أنها تشكِّل رعباً وذعراً عند شركات تصنيع وإنتاج الأغذية؛ لأنها تفرض مواصفاتها بقوة وبلا هوادة لصالح المستهلك وسلامته ولا تسمح بالتغرير به، فلا تفسح المنتج حين يحمل عبارات الادعاءات التغذوية أو ينطوي على الزيف أو الخداع أو التضليل بهدف ترويج السلعة مثل «يمنح ذهناً صافياً أو يقوّي القلب». بينما يبدو موقفها ضعيفاً حيال محلات العطارة التي تعج بالخلطات الشعبية القاتلة الممزوجة بالخرافة والسموم، وقد انتقدتُ سلبيتها في هذا الشأن برغم خطورته على الصحة، ولم أجد إجابة شافية، بل لمستُ مجاملة وتردداً يدعمه عبارة «عدم وجود شكوى من المواطن»!
مؤخراً؛ أسعدني ما اطلعتُ عليه وما قرأتُ عنه حول قيام هيئة الغذاء والدواء بحملة تفتيش واسعة على محلات العطارة بالرياض بقيادة رئيس الهيئة الدكتور هشام الجضعي بالتعاون مع فرق المراقبة بوزارة التجارة والاستثمار، حيث قامت الحملة بضبط 500 كجم من الخلطات والمنتجات مجهولة المصدر والتي تحمل ادعاءات مضلّلة. وقد وقعت الحملة على عدة مخالفات مثل بيع مواد غذائية منتهية الصلاحية، وخلطات طبية وعشبية تسبب فشل الكبد والفشل الكلوي والعقم، وبيع طلاسم وأدوية عشبيّة تتعلّق بالسحر والشعوذة، فضلاً عن عدم وجود تصاريح نظامية لبعض المحلات وللعاملين فيها.
والحق أن أسوأ ما يمارسه الباعة في محلات العطارة هو وصفهم أدوية وخلطات من الأعشاب يدَّعون ويروّجون أنها سبب في الشفاء.
الجميل في حملة المداهمة جديتها وصرامتها، ومعاملة المخالفين وفقاً للائحة العقوبات والغرامات، واستخدام صلاحيتها بإغلاق المحلات بقوة النظام. ونرجو ألا يقفوا عند المداهمات والإغلاق؛ بل التشهير بالملاّك والعمال لأن معظمهم تسببوا بوصفاتهم المضلّلة والخلطات الخطيرة بأمراض مستعصية ووفيات.
ومن خلال الحملات الموفقة يمكن القول إن موظفي الهيئة هم (المحتسبون الجدد)، فلديهم فرط إحساس بالمسؤولية وشعور بالأمانة، لذلك أدعو لها بالسداد، وأن يكلِّل الله جهودهم بالتوفيق، وعلينا المساهمة بإنجاح عملهم المخلص من خلال التبليغ عن أي مخالفة عبر هاتف 1900 أو تطبيق (بلاغ تجاري)، ولنكن متطوِّعين معها لنقودَ جميعاً بلادنا نحو التوجه العالمي الحضاري في الصحة وسلامة الغذاء والدواء.