لطالما رزح النظام القطري تحت أنياب دول معادية للعرب ودول الخليج على وجه التحديد حتى وإن تحجج بسيادته واستقلاليته.
كان التأرجح بين الشك واليقين ما إذا كانت قطر أداة لتنفيذ أجندة سياسية تخدم مصالح الأنظمة الصهيونية ولكن الآن اتضحت النوايا وما خفي كان أعظم، من الصعوبة أن تجد مبرراً للانتهاكات المتكررة من النظام القطري على الرغم من التعهدات التي تنقض بعد كل حين، لا ضير إن صدر ذلك من حمد بن خليفة ووزير خارجيته السابق زعيمي المنافقين في الشرق الأوسط اللذين دأبت سلطتهما على التخطيط للاغتيالات والتفجيرات ودعم الانقلابات وإيواء رموز الخطاب الشعبوي المضلل متنصلة من كل الضوابط الإنسانية والأخلاقية وتتبع سياسية تسير عكس التيار مشاطرة إيران زعيمة الطائفية الدموية والإرهاب وتصدير الثورات، متبنية زمرة صعاليك مرتزقة دأبوا على دفع قطر للهاوية غير مأسوف عليها، وسيغادر اللصوص وقد سرقوا معهم حلم المواطن القطري الذي يصبو أن يكون وطنه ذا سيادة يستمد قوته من لحمة وتعاون أشقائه دول الخليج.
سياسة قطر الجانحة والغوغائية ركعت فامتطاها الفرس وهي تعلم يقيناً أنهم العدو الذي يتنفس تطرفاً وكراهية لدول الخليج ولبلاد الحرمين على وجه الخصوص.
الجدير بالذكر كثيراً ما يربط مقاطعة النظام القطري بزيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط وبدء زيارته للمملكة العربية السعودية لكن المتابع الجيد للوضع السياسي منذ بدء الانتخابات الأمريكية يعلم جيداً أن التجارة والأمن هما أمران يتصدران قائمة أولويات سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ذلك برز جلياً عندما كُشف تآمر وخيانة قطر ودعمها للإرهاب الذي كان الرئيس باراك أوباما يتغاضى عنه حتى مكّن النفوذ الإيراني من السيطرة على العراق ومد أذرعته إلى مناطق أخرى.
ومن المعروف أن الإستراتيجية الأمريكية تتبع مصالحها بتغيّر رؤسائها ولكن لمسنا وجه الاختلاف على المستوى التكتيكي بين السياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس أوباما والسياسة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس دونالد ترامب، مرحلة الضعف في السياسة السابقة يتخطاها الرئيس ترامب حينما فشلت إستراتيجية الرئيس أوباما في مكافحة الجماعات الإرهابية التي نعلم بشكل قاطع أنها صنيعة وقتية تخدم المصالح الأمريكية والصهيونية، لذلك كانت خطوة زيارة الرئيس الأمريكي للمملكة العربية السعودية مهمة لما تحظى به المملكة من مكانة سياسية واقتصادية وعسكرية في العالم.
كان لا بد للرئيس ترامب أن يتحالف معها، ويكشف لها خيانة الجار والصديق كضمانة على صدق رغبته وعزمه على مكافحة الإرهاب.
لا ننسى حلم المملكة وحكمتها التي أمهلت قطر كثيراً، وغضت الطرف عنها لعلها تدرك عاقبة تلك التصرفات الصبيانية، ولكن عمالة النظام القطري لصالح إيران وإسرائيل جعلت من قطر دولة بلا سيادة مطية يقتادها أعداء الإسلام والعروبة وهذا ما جنته براقش على نفسها.
** **
- سلطانة الهذال