د.عبدالعزيز الجار الله
أخذت مسورة العوامية أبعاداً عديدة، وحاولت إيران أن تستثمر هذا الموقف وتصعد في هذا الجانب، كما أن بعض المنظمات الإرهابية ومنهم المتطرفون من شيعة الداخل، حاولوا استثمار أحداث العوامية وجعلها رمزاً وبطولات، قبل أن تكسر قوات الأمن شيطنة العوامية وما يدعونه من بطولات وتحديات كاذبة ، فمشروع العوامية برّمته يندرج تحت:
الأمن
الاستيطان
التطوير
- الناحية الأمنية : تحولت العوامية إلى بؤرة إرهابية، وبؤرة للمخدرات، وبؤرة للإجرام، وكونت بيئة من المطلوبين الخطرين على الأمن العام، وهذا ليس لمسورة العوامية وإنما لجميع البيئات المشابهة لها، لذا لابد من إزالة هذا الحي وتنظيفه ممن تمردوا على الأنظمة الأمنية.
- الاستيطان: بلادنا مرت بمراحل استيطانية، مرحلة الحجر والطين، ومرحلة الأسمنت والبلوك، والمرحلة الحالية الصبة الخرسانية وألواح الرخام والزجاج، وتسعى بلادنا إلى الانتقال الكامل إلى المرحلة الحديثة، وإعادة انتشار وتوزيع المناطق والمحافظات المدن والمراكز والقرى، وحي المسورة في العوامية من الأحياء السكنية التي جمعت التقادم العمراني والجريمة والفوضى الأمنية.
- التطوير: العمران الحضري، ساد فيما مضى نمط عمراني فرض على المدن والقرى في بداية العمران، وهي مبانٍ غير نظامية عُرفت بعدّة أسماء ومنها : العشوائيات والمغتصبة والقرى المهجورة وقرى الصفيح والحلل (حلة) حارات داخل المدن، هذه التكوينات والتجمعات كانت من الأنماط القائمة ومسكوت عنها، وأصبحت اليوم تشكل بؤراً خطرة على السكان، لأن مبانيها آيلة للسقوط وبيئتها غير صحية ولا اجتماعية، فهي متواضعة وفقيرة وغير مناسبة للحياة الحضارية التي تعيشها المملكة، وبقاؤها يؤثر على السكان الذي يعتبرون من المحرومين من خيرات بلادهم والعيش الكريم والسلامة الصحية والاجتماعية، بسبب عصابات تعمل على استمرارية بعض من العوامية أوكار فساد وإرهاب.
أما لماذا مسورة العوامية في محافظة القطيف، فلأنها جمعت الأخطار الثلاثة: الإرهاب القائم على التطرف الديني، والمخدرات، والجريمة. وأي حي قديم يتحول إلى تهديد أمني إرهابي أو وكر للمخدرات وجيوب للجريمة، لابد من إزالته وإعادة تأهيله، والعديد من دول العالم منذ فترة طويلة وهي تعيد تأهيل تلك البؤر بالإزالة والتأهيل السكاني، أو تحويلها إلى حدائق وساحات ومرافق ثقافية واجتماعية وحضارية وهذا ما سيحدث لمسورة العوامية.