د. خيرية السقاف
خبَّأ حزنه عن المارة
وعلى الطرف المقابل من الطريق
عازفُ نايٍ يتسلل إليه!!..
* * *
البحَّارة يفرغون مُخيلاتهم في البحر
مع أن! البحر
يلفظ إلى الشاطئ رغوته!!..
* * *
الكادحون في المروج
يكشحون عين الشمس
برذاذ صبرهم!!..
* * *
تتلمظ الزهورُ
بينما النحَّالون يفرشون للنحل
حبيبات السُّكر!!..
* * *
الأكواخ من الإسمنت
بالكاد
تعرف رائحة الشجر!!..
* * *
خلف جدُرهم موبوء بالبارود
والعسكر
يرقصون فوق الجثث!!..
* * *
حيث يتشبثون بالمبكى
الدموع دماء
والشمس ترقب من بعيد!!..
* * *
في مكبِّ النفايات
بقاياهم الدسمة
لكنها استقرت في بطون جائعة!!..
* * *
ماء الورد المثلج
لا يزيل البثور
العميقة!!..
* * *
المطبخ الزاخر فوضى
لا يترك طبقاً فارغاً
للذوَّاقة!!..
* * *
من لا يميز الرائحة
لا يتذوّق الطعم
لا يجنح في المجاز!!..
* * *
تعشش العناكب في الأغصان
بينما تسقط الثمار
في مستنقع المبيد!!..
* * *
الكتابة جذوةٌ
المبصرُ وحده
يُشعلها!!..