عبدالله العجلان
يخطئ من يظن أن اتحاد الكرة يجب أن يكون مستقلاً بالكامل ولا يكون له أي ارتباط تنظيمي أو إداري أو مالي بهيئة الرياضة لمجرد أنه اتحاد منتخب وعلاقته مباشرة بالاتحاد الدولي (الفيفا)، وهذه نظرة غير واقعية، وقد تكون صحيحة ومعمولاً بها في دول لديها أندية لا تقع تحت مظلة ومسؤولية الدولة، أو أن تكون فرق كرة القدم في أنديتها لها صفة إدارية ومالية رسمية تحمل اسم النادي لكنها مستقلة تماماً عنه في سائر الإجراءات والتوجهات والقرارات.
على سبيل المثال: رئيس النادي هو المخول بالتوقيع على عقود وشيكات فريق الكرة وهو مع مجلس الإدارة المعني باتخاذ القرارات الخاصة بفريق كرة القدم، وهو أي الرئيس ومجلس الإدارة تم اعتمادهم والموافقة على مجلسهم ويتبعون هيكلياً وتنظيمياً لهيئة الرياضة الحكومية وملزمون بتنفيذ تعليماتها بما في ذلك ما يتعلق بشؤون كرة القدم. وللتوضيح أكثر وبصورة أقرب: قبل أيام عوقب رئيس نادي الشباب عبدالله القريني من قبل اتحاد الكرة بالإيقاف لمدة عام، وتضمن القرار إيقافه عن الممارسة أو المشاركة في أي أنشطة تتعلق بكرة القدم، وبعد يومين من إصدار العقوبة رأينا رئيس الشباب في صورة تذكارية مع اللاعب العراقي سعد الأمير بعد التوقيع معه، وقس على ذلك الكثير من معاملات كرة القدم في جميع الأندية السعودية ويكمن فيها الحل والربط لدى رئيس النادي ومجلس الإدارة مثل المطالبات المالية وقضايا الديون بما فيها المرفوعة للاتحاد الدولي.
هذا بالطبع خلاف التعاملات الرسمية وعلاقة مجلس اتحاد الكرة بالهيئة، إذاً لا يستطيع الأول في كثير من الملفات أن يتحرك أو يتعامل مع الجهات الرسمية في الدولة مثل وزارات الداخلية والمالية والثقافة والإعلام وغيرها من القطاعات الحكومية إلا عن طريق أو بالأصح بعد موافقة وتأييد الهيئة العامة للرياضة.
بالأجانب.. الصغار كبروا !!
قبل انطلاق الدوري بساعات قليلة ذكرت للزميل المتألق عبدالرحمن الحميدي يوم الخميس الماضي في برنامج (مانشيت) عبر إذاعة ufm أن قرار الاستعانة بستة لاعبين غير سعوديين سيكون مفيداً ومؤثراً وداعماً للفرق الصغيرة والمتوسطة الإمكانات أكثر من الفرق الكبيرة، لأنها بذلك تستطيع جلب لاعبين غير سعوديين وبالذات من الدول العربية وإفريقيا والبرازيل أفضل من اللاعبين السعوديين الأساسيين في الفرق الأربعة أو الخمسة الكبار وبأسعار معقولة، وخصوصاً أنها تجيد وتحرص كثيراً على اختيار المحترفين غير السعوديين، ما يجعل الفروقات الفنية بين جميع الفرق ضئيلة وانعكاس هذا على نتائج مبارياتها حين تلتقي الفرق الكبيرة، إلى جانب أنه سيخفض قيمة العقود المبالغ فيها للاعبين السعوديين ما يسهل استقطابهم لدى الفرق ذات الموارد المالية المحدودة. ما ذكرته في البرنامج تأكد في الجولة الأولى، فشاهدنا الفيحاء الصاعد للتو لدوري جميل يجاري وأحياناً يتفوق على بطل الدوري وكأس الملك الهلال على أرضه وبين جماهيره، وكاد أن يعود للمجمعة بنقطة ثمينة ومستحقة لولا براعة الحارس المعيوف في التصدي لركلة الجزاء في الدقائق الأخيرة من المباراة، وفي جدة وفي الملعب الجوهرة جندل الباطن مضيفه الاتحاد حامل لقب كأس ولي العهد واكتسحه بثلاثية كانت قابلة للزيادة، كذلك في الدمام فعلها الاتفاق في الأهلي وصيف الدوري وكأس الملك والمتأهل لربع نهائي آسيا.
قد لا تكون الجولة الأولى الافتتاحية مقياساً صحيحاً لهذا الرأي واحتمالية أن تتغير وتعود الأمور الفنية بين الفرق لوضعها السابق تبدو واردة، خصوصاً مع احتدام المنافسة وضغط المباريات وكثرة الإيقافات والإصابات وبالتالي تكون الأفضلية في الدوري تحديداً لصاحب الخبرة والنفس الطويل ومن يملك البديل الجاهز، وهي ميزة لا تتوافر إلا في عدد قليل من الفرق وفي مقدمتها الهلال بعد تعاقده في فترة توقف الموسم الكروي مع عدد غير قليل من النجوم السعوديين، لكن هذا كله لا يلغي حقيقة أن قرار زيادة عدد اللاعبين السعوديين سيضيف للدوري أجواء تنافسية مثيرة، وسيوسع دائرة الفرق المؤهلة والقادرة على إحراز أحد ألقاب الموسم وبالذات بطولات الكؤوس.
وحتى يكون لمثل هذه القرارات نتائج إيجابية ترتقي بالكرة السعودية ومنافساتها أندية ومنتخبات لابد أن تتزامن معها وترتبط بها المكونات الكروية الأخرى مثل تحسين بيئة الملاعب، وجودة النقل التلفزيوني، وضبط لوائح وأنظمة وأسلوب إدارة وعدالة قرارات لجان الحكام والاحتراف والانضباط، مع أهمية متابعة ومحاسبة كل من يتجاوز أو يتطاول في وسائل الإعلام دون استثناءات أو تمييز رئيس أو ناد أو إعلامي على آخر.