ناصر الصِرامي
عبر تطبيق موقع التدوينات المختصرة -تويتر-، نقلت لمعالي وزير الثقافة والإعلام عواد بن صالح العواد، اقتراحات ترددت على ذات المواقع، وإن كانت بشكل محدود، إلا أنني وجدتها معبرة ومهمة وجديرة للوصول إلى الوزير، نظرا لقيمة ما تحمله، تزامنت على ما يبدو مع دخول قناة الإخبارية السعودية عامها الـ14، -ذكرى لم يعرف عنها الكثيرون -، وتلخصت الدعوة أو المقترح في المطالبة بدمج قناة الاقتصادية -التي لا نعرف بالفعل حجم من يشاهدها ويتابعها أو حتى من يعرف بوجودها اليوم-، وذلك بدمجها بالقناة الإخبارية لتكون مساحة وساعات المتابعة الاقتصادية، جزءا من الأخبار والإخبارية، كما يحدث في قنوات عالمية مثل السي إن إن والبي بي سي، وحتى القنوات العربية الإقليمية التى تبعت ذات الأسلوب والنهج.
وهنا أتذكر البدايات مع مجموعة الإم بي سي الإعلامية وكمستشار إعلامي أولا، وكان المشروع الذي أوكلت بدراسته وتقييمه هو إنشاء قناة اقتصادية إلى جانب قناة العربية الإخبارية، أجرينا لقاءات مع سوق المال ومع خدمات شائعة وقتها مثل مباشر ورويترز، وأتذكر أن الزميل والمستشار سلمان الفارس كان حينها يتولى إعادة الهيكلة للمجموعة إداريا وفنيا، وكان هو الأقرب في مناقشة ملخص تلك الدراسة، التي لا أزال أحتفظ بها في أرشيفي الخاص.
إلا أن معطيات السوق التي يمثلها الوكيل الإعلاني الحصري للمجموعة، والذي كان قد استلم زمام الإعلان والتمويل بالمجموعة ولايزال، وجد أن إنشاء قناة اقتصادية مهما كانت تفاعلية لا يكفي، مشروع جيد لكن خسائره لا تعوض، لذا تم الاقتراح بتوسيع ساعات التغطية الاقتصادية بقناة العربية، وتم جذب عدد من الخبرات من قنوات أخرى، كان من أبرزها «سي أم بي سي عربية» القناة الاقتصادية المتخصصة.
وهذا ما حدث في فورة السوق الأولى، حيث تجاوزت ساعات الاقتصاد اليومية الأربع ساعات، وصولا إلى ست ساعات في التغطيات الموسعة، كان جنون السوق والاقتصاد لا حدود له.
قناة اقتصادية مستقلة لم يكن لها لتنجح، وإن نجحت فإن أفقها وجمهورها كما تأثيرها محدود. لذا كسبت العربية الجولة حينها أمام القنوات المتخصصة.
هذا شرح تفصيلي للتغريدة التي نقلت لمعالي الوزير، فأحروف تويتر لا تسمح بتجاوز140حرفا.
- المقترح الثاني تمثل في دمج قناة حاولت وتحاول ولم تنجح، وهي القناة الثقافية بالقناة الأولى الرئيسة والرسمية، نقلت لمعاليه أنها مقترحات تستحق التفكير.. وزاد البعض طلبا بزيادة الجرعة الوثائقية لتحريك جفاف القناة، طبعا سمعنا شكاوى مسئولين وعاملين بالقناة الثقافية من التمويل والموارد المتاحة. دمجها بالقناة الأولى سيكون ولا شك لصالح المحتوى ولصالح تحريك المياه الراكدة جدا في القناتين.
جل التعليقات التي وردت من الزملاء والمتابعين والمهتمين تؤيد بلا استثناء، بل وتزيد وتؤكد على النوعية لا الكمية، عملية الدمج ستجعل التركيز أدق على المحتوى، وستوجه الإنفاق بشكل عملي ومركز لقناتين رئيستين، ناهيك عن القناة الثانية الانجليزية التى تحتاج فقط للتركيز على التراث والفعاليات في السعودية بشكل حيوي، وتلك قصة أخرى ومتشعبة أيضا إذا أضفنا القنوات الرياضة!..
يعترض بعض الزملاء بتطرف بالقول، إن القنوات الحكومية بجب أن تلغى تماما، لكنني أرد باستمرار أن العالم العربي من محيطه إلى خليجه، ومعه آسيا وأجزاء من أوربا وحتى في أمريكا مليء بالقنوات الحكومية « public broadcasting «. المشكلة إذا في المحتوى والتركيز، تركيز الجهود والموارد لتحقيق النتائج المرجوة.
المهم أن معالي وزير الثقافة والإعلام وضع تلك التغريدة بمقترحاتها في مفضلته بتويتر.. فقد وصلت إليه وسمعها ولا شك أنها بتفاعله وسعيه الجميل والحثيث سيبحثها ويتابعها. والأمل الآن يا معالي الوزير أن تضيف لها باهتمامك ورعايتك تفاصيل هذا المقال...وفقك الله وأعانك...