غسان محمد علوان
رفعت القائمة الآسيوية لفريق الهلال المشارك في دور الثمانية لدوري أبطال آسيا، وخلت من اسم الحارس الدولي الخبير علي الحبسي. خبرٌ يتناقض كلياً مع كل ردود الفعل التي صاحبت خبر التوقيع معه، والتي وصلت لاتهام الهلال بالنفوذ وفرض قرار التعاقد مع حراس أجانب كسابقة تاريخية في الدوري السعودي. ورغم كل الكلام السابق الذي رافق خبر استبعاد الحبسي قبل أن يكون واقعاً، إلا أن الأرجنتيني العجوز تجاهل كل التحذيرات المنطقية التي تداولها الجميع بعقلانية. من هو بديل المعيوف في البطولة الآسيوية في حال إصابته لا قدَّر الله أو إيقافه؟ هل كان الحبسي سيقدّم إضافة معنوية وفنية كنتيجة طبيعية لتلك التجربة الغنية في الملاعب الإنجليزية؟ هل الاستغناء كان بسبب التعاقد مع لاعب فذ في الهجوم سيقدّم نقلة نوعية تزيد عن الإضافة الفنية في مركز الحراسة التي سيقدمها الحبسي؟
كل تلك الأسئلة أجاب عنها دياز بنفسه بما قدمه في معسكره (الضعيف)، ومن خلال مبارياته الودية التي لم تتجاوز الثلاث مباريات، حيث وضح على التشكيل الأساسي أن دياز لن يستعين بماتياس خلاله، وأن مشاركته ستكون في دقائق معدودة بديلاً لنواف العابد، بل إن بعض الأخبار تؤكد أن هذا الاختيار مرده أن ماتياس سيكون ورقة ضغط على العابد لا أكثر، تفادياً لأي حالات عدم انضباط قد تصدر من نواف مستقبلاً!!
وبعيداً عن مناقشة موضوع اختيار الحبسي أو إبعاده، والذي لا يعني إطلاقاً أن المعيوف لا يستحق أن يرتدي شعار الهلال وهو الحارس الدولي الذي حقق مع الهلال أكبر بطولتين محليتين في الموسم الماضي. فالموضوع الذي يجب مناقشته هي طريقة تعاقدات الهلال الأخيرة، والتي ضجت بها الصحف ووسائل الإعلام خلال هذا الصيف.
فهل تم التعاقد مع مختار وكنو وكادش والبليهي والحبسي بعلم وموافقة دياز؟ فإن حصل هذا وتم استبعادهم جميعاً من التشكيل الأساسي، بل وحتى من كون أغلبهم بديلاً أولاً، فهذا تخبط فني واضح لا تبرير له. وإن كانت هذه الصفقات فرضت بالقوة على دياز، فهي هدر مالي وخطأ إداري كبير تتحمّله إدارة النادي، ورضوخ من مدرب قيل عنه إنه قوي شخصية ولا يقبل التدخلات في عمله إطلاقاً!
والسؤال الأهم الذي يجب طرحه، كيف تم التعاقد مع ماتياس بريتوس؟ ألم يكن البحث جارياً عن رأس حربة تقليدي، وأن هذا المركز وحده هو ما ينقص الهلال؟ بل رأينا جميعاً الأسماء التي حاولت الإدارة (بتوصية من دياز) التعاقد معها ولم تنجح مساعيها. فكيف تحول الاختيار إلى لاعب طرف هجومي بدلاً من رأس حربة صريح؟ هل كان إصرار دياز على اختيار اللاعب شخصياً (ولو على حساب حاجة الفريق التي ذكرها بنفسه) مبرراً كافياً للتعاقد، رغم أن الإدارة وعبر أعضاء شرف داعمين قد طرحت اسماً كبيراً ومعروفاً في الملاعب الخليجية في مركز رأس الحربة ورفضه دياز!!
أسئلة عديدة لا نجد إجاباتها، أوجدت قلقاً وتوتراً بين الأوساط الهلالية دون داعٍ. ولا يمكن تفسيرها إلا بأن صمت الإدارة حالياً عن كل تلك الأحداث، ما هو إلا تخوف من الاصطدام بالمدرب في هذه الفترة الحساسة من المسابقة الآسيوية. فهل يراهن دياز على قوة فريقه (قبل التعاقدات)، لذلك نرى عدم جدية أطلت برأسها منذ بداية المعسكر؟ أم أنها مجرد مجموعة قرارات انفعالية قد تصيب وقد تخطئ؟ الشيء الوحيد الأكيد في كل هذا المشهد، أن الضغط النفسي على المعيوف قد وصل أقصى حدوده، وندعو الله أن يكون هذا الضغط النفسي حافزاً إيجابياً يخدم الهلال في مسيرته الآسيوية القادمة.