سامى اليوسف
يقول المشجع الهلالي صالح الحربي بحرقة عقب حضوره مباراة فريقه الافتتاحية في دوري جميل لهذا الموسم أمام الفيحاء: «والله العظيم أن الذهاب إلى إستاد الملك فهد لحضور مباراة الهلال أشبه بالذهاب إلى الموت في صحراء الربع الخالي، لا ماء لا تكييف لا شبكة اتصال».
لم يردد مثل هذا الكلام المشجع صالح وحده، بل هناك الكثير الذين قرأت لهم في مواقع التواصل الاجتماعي، وبعضهم أعرفهم شخصياً تحدثوا عن معاناتهم في «الدرة»، واشتكى معظمهم من:
- صعوبة الوصول إلى الإستاد.
- معاناة الدخول عبر نقاط التفتيش الأمنية.
- عدم نظافة المقاعد، أو ارتباطها برقم التذكرة.
- عدم توفر المياه التي تكفي الحضور، وإن توفرت فهي غير صالحة للشرب بسبب الحرارة.
- دورات مياه غير نظيفة.
- أكل غير صحي مع قلة توفره.
- صعوبة المتابعة والمشاهدة لبعد المدرجات عن الملعب بوجود المضمار.
- لا مقارنة بين «الدرة» وملعب «الجوهرة» بجدة من حيث التنظيم والخدمات.
المعاناة تزداد، وصوت الشكاوي يرتفع لمن يعانون من أمراض مزمنة كالضغط والسكر، أو لمن يحضر معه أبنائه أو مرافقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.
ما تقدّم يعيدنا إلى المربع الأول، أو نقطة الصفر فيما يتعلق بملف «بيئة الملاعب»، وهل هي جاذبة أم مازالت طاردة؟ والتوصيات التي تم اعتمادها خاصة فيما يتعلق بالتنظيم والخدمات، وهل نفذتها لجنة إدارة الملاعب على أرض الواقع؟!
بُعد مهم يلخصه هذا السؤال:» هل يحق للمتضرر خدماتياً أو صحياً من المشجعين الحضور مقاضاة إدارة الملاعب المسؤولة أو هيئة الرياضة؟».
يجيب القانوني عبدالله الشايع «باحث بالتخصص في الأنظمة الجزائية والرياضية: «يحق لأي متضرر من عدم توفير الأشياء الضرورية للجمهور في مدرجات الملاعب من أطعمة أو مياه أو دورات مياه أو خدمات إسعافية أن يلجأ للمحاكم الإدارية بطلب التعويض عن ما لحقه من ضرر لاسيما أن الملاعب يجب أن تتوفر فيها جميع الخدمات الضرورية التي يحتاج لها الإنسان الطبيعي وكذلك ذوو الإعاقات وعدم توفرها يعتبر تقصيرًا في خدمات المرفق الذي توفره هيئة الرياضة وتقوم على العناية به.. ومن ذلك أيضاً التسبب في تدافع الجمهور عند الدخول أو الخروج من الملاعب بسبب ضيق المداخل أو تشغيل البعض منها دون الأخرى.. وأيضاً سوء النظافة في المدرجات أو أماكن قضاء الحاجة وعدم توفر مستلزمات النظافة.. أو أماكن الجلوس المريحة.. وغير ذلك..
وبشكل عام فمتى توفر الخطأ والضرر والعلاقة السببية بينهما فيمكن للمتضرر أن يقيم الدعوى ضد هيئة الرياضة باعتبارها المسؤولة عن الملاعب الرياضية أمام المحاكم الإدارية.. سواءً كانت الدعوى من فرد واحد أو مجموعة أفراد أو من أية جهة أخرى».
ختاماً، الأمر لا يتعلق بمشجع هلالي دون غيره، بل المعاناة تهم كل المشجعين الحضور من كافة الأندية في هذا المرفق الرياضي الذي أشبهه بالمعلم السياحي «المترهل للأسف»، والذي يحتاج إلى جراحة تجميلية عاجلة للترميم والتطوير ليعود كما كان جاذباً لزواره. صورة مع التحية لمسؤولي هيئة الرياضة.