جاسر عبدالعزيز الجاسر
يتحدث حكام قطر عن إعادة الثقة بين دول مجلس التعاون، ويواصل وزير خارجية قطر مزاعمه والسعي الكاذب الذي يدعي ممارسة حكومته لذلك المسعى المغشوش، إذ يعلم وزير خارجية قطر، بل وأصبح كل قطري يشعر بأنهم أصبحوا غير موثوق بهم، وغير مرحب بحكامهم، فمن يثق بمن عملوا على خيانة من كانوا يجلسون معهم ويشاركونهم ولائم الغداء ويرافقونهم في الرحلات المشتركة.
فقد كشفت الوثائق التي تواصل نشرها بأن حكومة قطر ومنذ 1995 حينما أزاح حمد بن خليفة والده ونصب نفسه أميراً للبلاد وقطر تمول المؤامرات وتحيك الدسائس ضد ممن كانت تشاركهم في عضوية مجلس التعاون الذي أنشئ للتصدي لمحاولات ملالي إيران السيطرة ومد نفوذها داخل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفيما بذلت الدول الخمس الأعضاء جهوداً تفاوتت بتقديم القوات المسلحة لإحباط محاولات الملالي نشر الفوضى وتخريب الأمن والاستقرار، مثلما فعلت دول المجلس بإرسالها قوات درع الجزيرة لمساعدة مملكة البحرين في التصدي لخلايا إيران الإرهابية، ودول أخرى جندت نفوذها الدولي واستثمرت قدرتها الدبلوماسية لتكوين ضغوط دولية ضد نظام ملالي إيران حتى يكف عن استهداف مملكة البحرين، يشذ حكام قطر عن منظومتهم الخليجية ويعملون على إفشال ما تقوم به الدول الخمس الأعضاء، وبدلاً من أن يحصنوا قدرات دول الخليج العربية الأمنية والسياسية، يصبحون عوناً لأعداء دول الخليج العربي وأهلها، فيتكفلون بنقل المعلومات إلى نظام ملالي إيران بعد أن تحولوا إلى عيون تجسس على أشقائهم من عرب الخليج، ويجيرون آذانهم لسماع ما يردده الملالي، حيث يتم نقل كل ما يدور في جلسات واجتماعات مجلس التعاون لدول الخليج العربية من اجتماعات القادة في القمم الخليجية أو اجتماعات وزراء الدول الخليجية المتخصصة، بما فيها اجتماعات وزراء الداخلية ووزراء الدفاع التي يتم فيها مناقشة الخطط والإجراءات الوقائية للتصدي لمحاولات نظام ملالي إيران لتخريب الأمن والاستقرار في دول الخليج العربية.
بعد كل هذا «التجسس» ونقل كل ما يدور في اجتماعات مجلس التعاون، وبعد كل ما كشف عن خطط التآمر والتعامل مع الإرهابيين المخربين في البحرين وفي القطيف يتحدث حكام قطر عن ضرورة إعادة الثقة بين دول الخليج العربية، وكأنهم يغرفون من ثقافة أخرى، وقد تناسوا أن العربي الحر كالمؤمن الصادق لا يلدغ من جحر مرتين، وجحر قطر الذي يتخفى خلفه حكام قطر يخفي أفاعي سمومها قاتلة، عرفها واكتشفها قادة وأهل الخليج العربي، وهو ما يلغي أي جدوى لإعادة الثقة، إلا إذا غاب من يتآمر على العرب ويبني لهم الشراك القاتلة!!.