محمد المنيف
استغلت سبل التواصل الحديثة ومنها (الواتس آب) التي اشتهرت بتشكيل قروبات تعددت واختلفت فيها التوجهات منها ما جمع الأحبة ليفضفضوا فيها عن همومهم بتبادل ما يسر الخاطر ويبعث السعادة، ومنها ما لم شمل الأصدقاء بعد تباعد في الزمان والمكان ومنها من وجد في نوعية من تشكلت بهم مجالا للحوارات الثقافية والأدبية وأيضا لمن وجد فيها فرصة لتقريب قلوب الأقارب.
لكن الأمر تجاوز تلك التوجهات وغيرها مما يخدم العلاقات الراقية خصوصا في الساحة التشكيلية إلى حالة من تأليف نوعيات لا يجمعهم فكر راق ولا ثقافة تبادل رأي ولا اهتمامات مبنية على أهداف يحققون بها النجاح بقدر ما أصبحت تلك القروبات أو المجموعات خلايا تخلف وحقد، تورط بعض من أدرجوا بالانضمام إليها رغم عنهم بناء على المقاصد والأهداف التي يسعى إليها مدير القروب الذي جمع الصالح بالطالح وأصبح خروجهم من القروب يعني انه ضد توجهه ويصبح تحت دائرة عقاب ذلك المدير وشموله بسهام التجريح والاتهامات التي يقوم عليها هذا المدير عند طرحه قضايا ه العقيمة مشوها سير المسيرة التشكيلية التي تحظى باهتمام كبير في الفترة الأخيرة، خلق هذا المدير أو القروب أو ذاك، ضبابية بين ما يحدث من عمل جاد لهذا الفن وبين من معه من المنقسمين إلى فئات منهم التابع دون وعي أو فهم للحقائق ومنهم المستمع الشامت، ومنهم الخائف العاض بنواجذه على الحقيقة، لئلا يصيبه شر وشرر مدير القروب الذي لا يهدأ له بال، إلا إذا فرق الجمع أو حطم طموح فنان أو فنانة بنقدهم والتقليل مما حققوه من تميز أو فوز بجائزة أو حضور مناسبة عالية القيمة أو مشاركة دولية رسمية، وأهم من ذلك ما يصيبه من هيجان إذا لم يوفق بالفوز في مسابقة أو معرض فيحيل القروب إلى ميدان يجيش من فيه للهجوم على من لا يعجبه أو يرضي غروره محاولا إشباع نقصه في عدم تحقيق صفات القيادة الحقيقية لمن جمعهم وحكم عليهم كما يقال (الداخل مفقود والخارج مولود) لو تحقق له الخروج.