فيصل خالد الخديدي
عزيزي الكاتب المستفز، لا تزال تنكأ الجراح، وترش ملح الحروف على كل ما انكشف من سوءة الساحة.. ملّ الصبر منك حتى مللنا، وأدميت ما تبقى فينا من ألوان، وأغضبت كل صديق وفنان.. لمحت للإهمال، وصرحت بالأعطال.. هل أعجبك دور البطل، أم راقت لك مواقف الجدل؟ قل لنا بالله إلى أين بنا ستصل؟؟
هدِّئ من روعك يا صديقي، هي حروف كالدواء، مُرّة علقم، ولكنها علاج وبلسم... تُكتب بالتعميم اقتداء بنهج الرسول الكريم، تلامس الجميع بسلام، وتختص البعض بالملام، تقتات عباراتها من دمي قبل فكري، وبنارها أول من أكتوي... لست أطمح لبطولة ولا ادعاء فضيلة... ولكنها مواقف في الساحة مربكة، اختلط فيها الجد مع الفذلكة... فلم تعد تعرف الفنانين من أشباههم، ولا الموهوبين من ظلالهم... العبارات محملة بالتلميح، يغني عن كثير من التصريح، ولا يصل إلى حد التجريح... يفتح المقال نوافذ ثلاث... أولاها نافذة التنوير والانفتاح على كل تطوير، وثانيها قراءة الواقع وانتقاده وتقديم بعض الحلول لإصلاحه، أما النافذة الثالثة فتطل منها بعض القراءات والتأملات على التجارب الناضجة في محيطنا التشكيلي... أجتهد في أن تكون نوافذ تبعث الضياء بشفافية، وتضيء بنورانية، تشتعل الحروف فيها باتقاد؛ لتصل للهدف بحياد، ولا يلام المرء بعد اجتهاد.
جميل كل ذلك يا عزيزي ولكن سطوة حرفك قاسية، وعباراتك نبرتها عالية، تشكك الجميع في ذواتهم بأنهم المقصودون منك في علاتهم... فيزداد الأنين على قدر الألم... ارفق بالساحة؛ ففيها المبتدئ والحساس والمتطلع لمستقبل يراه بدونك مشرقًا...
الطريق أمامهم يا صديقي طويل، وقطّاعه كُثر... وهو بحاجة لكثير من الإضاءات والإشارات والإرشادات؛ ليتجاوزوا العقبات وخطورة المنعطفات، لا أن يطول بهم المكوث في قفر المحطات... ثق يا صديقي بأن ما يكتب بحب يصل بحب، ولو كانت عباراته قاسية، وعواصفه عاتية، لكنه في نهاية المطاف يعدل كثيرًا من المواقف، ويضيء الظلام للتائه والخائف.. وليس أجمل يا صديقي من أن ترى أثر حرفك يساهم في العطاء، ويرتقي بالبناء، ويحل به الضياء في جنبات المكان، ويحفظه التاريخ عبر الزمان.