فهد بن جليد
موقف خادم الحرمين الشريفين التاريخي - أمس الأول - تجاه الأشقاء من الحجاج القطريين بفتح المنفذين البري والجوي أمام من يرغبون في الحج منهم، وإعفائهم من تصاريح الحج الإلكترونية، وتكفله - أيَّده الله - بنقل كافة الحجاج القطريين من مطار الدوحة، ومن مطار الملك فهد الدولي بالدمام، ومطار الأحساء الدولي على ضيافة مقامه الكريم، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين، يعكس بوضوح دور المملكة الكبير والثابت في خدمة ضيوف الرحمن والترحيب بهم جميعاً، وعدم التفريق بينهم أو تحميلهم الأخطاء والمواقف السياسية للبلدان التي ينتمون إلى جنسيتها.
مرة أخرى تثبت القيادة السعودية عبر تاريخها الطويل، وحاضرها المجيد، مدى حكمتها، ومسؤوليتها العظيمة في رعاية الحرمين الشريفين، وتقديم مصالح المسلمين وضيوف الرحمن على أي خلاف أو موقف سياسي، وعزله دائماً عن التأثير على أداء مشاعر الحج والعمرة، مهما قصر نظر الآخرين، ومهما حاولوا المُناورة في خندق تسييس الحج وإقحام المُقدسات في الخلافات والمُناكفات السياسية، لتبقى المواقف السعودية السامية على مر العصور مُنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيّب الله ثراه - وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - خير شاهد على أن السعودية لم تستغل المُقدسات يوماً لأغراض سياسية، أو لتحقيق مصالح ومكاسب ومواقف لحظية.
تكفل الملك بنقل واستضافة جميع الحجاج القطريين، وإعفائهم من التصاريح التي يجب على المواطن السعودي الذي يرغب في الحج الحصول عليها، وفتح منفذ سلوى أمام الراغبين في الحج قرار يؤسس لسابقة حميدة لم يحظ بها حجاج أي دوله إسلامية من قبل، وهو ما يعكس المكانة الكبيرة للشعب القطري الشقيق في قلب خادم الحرمين الشريفين، وتقديره للظرف الذي يمر به كل من ينوي الحج من الأشقاء عندما تقاعس المسؤولون القطريون هناك عن القيام بواجبهم لتسهيل قدوم الحجاج، بإغلاق موقع طلب الحصول على تصريح الحج الإلكتروني، وادعاء أن السعودية هي التي تمنع دخولهم للأراضي المقدسة، ليأتي هذا القرار الأبوي والإنساني ويُخرص كل الألسن المُتربصة، ويفوِّت الفرصة على كل حاقد، عاكساً مدى تقدير المملكة للشعب القطري الشقيق، ولوساطة الشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني، التي نقلها سمو نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان - حفظه الله -.
شكراً لخادم الحرمين الشريفين ولسمو نائبه - حفظهما الله - هذا الموقف الكبير والمُتسامي عن أي خلاف أو موقف سياسي، تجاه إخواننا وأشقائنا من الحجاج القطريين - تقبّل الله منهم - وتقدير وساطة الشيخ عبدالله آل ثاني، عندما غرق الآخرون بجهالة وعدم دراية في مُستنقعات الحقد والكراهية، ومحاولة استغلال العبادات والمواسم الدينية، بعد إفلاسهم السياسي على طريقة سابقيهم من الأنظمة الفاشلة.
وعلى دروب الخير نلتقي.