د.عبدالعزيز الجار الله
أصبح لدى بلادنا خبرات تراكمية طويلة أمتدت لأكثر من ثمانين سنة من الأزمات التي تمر بمواسم الحج من أحداث:
بيئية وطبيعية.
تنظيمية وإدارية.
سياسية وحقوقية.
مكافحة الإرهاب والتطرف.
اقتصادية ومعمارية.
ثمانون سنة مدتنا بخبرات مكثفة أوجدت الصلابة والمعرفة للقيادات العليا والقدرات المهنية ونقلتها للأجيال كخبرات تراكمية، فالسعودية في مواسم الحج والعمرة تصبح القيادة العليا والوسطى وقطاعات الدولة إلى خدام لبيت الله، هرم السلطة ملك البلاد الملك سلمان -حفظه الله- يعمل لخدمة ضيوف الرحمن، وأجهزة الدولة بكل قطاعاتها تؤدي مهامها الموسمية وبعضها طوال العام يعمل على خدمة الحجيج والزوار، وهذا يفسر توجيه الملك سلمان لاستيعاب حجاج قطر واستضافتهم وفتح المعبر الحدودي لهم والنقل الجوي عبر طائرات السعودية لإسقاط ورقة الحكومة القطرية وإدعاءاتها بمنع الحجاج القطريين.
كانت الحكومة القطرية تحضر لأعمال سياسية وإعلامية لتسييس الحج وضجة إعلامية لمنع حجاجها، كذلك كانت تعمل على دفع المزيد من الادعاءات لتشوية السعودية في المنظمات الحقوقية، لكن أوامر الملك سلمان الحاسمة أسقطت وعطلت هذه الورقة، بل أعطت المملكة مساحة لشرح موقفها من جديد للرأي العام العالمي الذي لا يعرف حقيقة الخلاف ما بين المقاطعة الرباعية وبين قطر التي تتخبط بحثاً عن الحلول.
إيران كانت تعمل على إفشال مواسم الحج منذ عام 1979م وما زالت تضمر العداء لبلادنا، ولن ننسى أعمالها التخريبية بهدف إفشال الحج، لكن بلادنا ومن خبراتها الطويلة امتصت الأزمات بمعالجة حكيمة كما عملت مع قطر دون أن تكون فيه السعودية الطرف الذي يدفع بالتصعيد وتوتر الموقف، فالخبرات الطويلة في إدارة الحج علمت السعودية أن الخصوم يمكن إسقاط أوراقهم في معرفة غاياتهم وما يرمون إليه من نوايا مبطنة.