د. محمد عبدالله العوين
عمد التنظيم الحاكم في قطر على ترويج كثير من الدجل واخترع عشرات الأكاذيب وسخر لترويجها مجموعات عمل منظمة يقودها منظر التنظيم السياسي والفكري الصهيوني عزمي بشارة وتعمل وفق توجيهات المرشد يوسف القرضاوي ويقودها المكتب الخاص بالديوان الأميري الذي أنفق بسخاء لا نظير له في شراء ذمم الكتاب ورؤساء تحرير الصحف والمغردين والمحللين السياسيين، وأنشأ آلاف الحسابات الوهمية بأسماء سعودية مزورة ممن عرف أصحابها في عالم فضاء الإنترنت بـ "خلايا عزمي" كونه وطاقمه العامل معه يشرف على توجيههم واقتراح الأكاذيب التي تدير الخلايا علكها ليل نهار في الشبكة العنكبوتية.
ليس هذا فحسب؛ بل أنشأ المكتب الخاص بالديوان الأميري قنوات خاصة تتحدث بأسلوب غير مباشر عن نصرة المظلومين والدفاع عن الحريات والمبادرات الإنسانية الكاذبة كما هي قناة عربي 21، وتتحدث قناة الحوار وتروج لفكر جماعة الإخوان المسلمين باستضافة أحد رموزها، وتارة أخرى شخصيات خائنة منشقة مقيمة في لندن.
ومن خلال أبواق البث الفضائي وخفافيش السوشل ميديا والمقالات التي تدبجها الأقلام المستأجرة يسعى تنظيم الحمدين إلى تحقيق غايتين:
- إظهاره في صورة النظام السياسي العادل المتطلع إلى نصرة العرب والمسلمين في كل مكان، ويقدم مثلاً لذلك موقفه من الفلسطينيين في غزة التي تخضع لسلطة "حماس" الإخوانية المستسلمة لهيمنة ملالي قم والمنفذة لمشروعها التدميري في المنطقة العربية.
- اختراع الأكاذيب المصنعة من ظلال معلومة ناقصة طائرة أو رائحة خبر عابر غير موثوق؛ فتؤلف منه أبواق التنظيم كقناة الجزيرة مثلاً أو صحيفة الراية خبراً رسمياً أو معلومة مؤكدة بصياغة تنم عن خبث المقصد ودناءة الغاية.
فمن الأكاذيب التي دأبت خلايا عزمي والمستأجرون ممن أسال الغاز القطري الآثم المال في حساباتهم البنكية ترويجها:
- أن تنظيم الحمدين يستضيف المضطهدين المطاردين المأزومين المضامين من أنظمتهم السياسية الجائرة أو المطالبين بالعدالة والمدافعين عن حقوقهم المشروعة؛ كجماعة الإخوان المسلمين أو جماعة طالبان، أو أعضاء في حماس أو في تنظيمات إرهابية تكفيرية أخرى كخالد شيخ - مثلاً - الذي كان مقيماً في قطر ومطلوباً من الولايات المتحدة الأمريكية وهرب بطريقة خاصة خارج قطر بحيث استطاع المشاركة في أحداث 11 سبتمبر.
والزعم بأن الدوحة هي كعبة المضيوم زعم باطل ودجل مكشوف؛ فلم ترحب الدوحة إلا بمن يخدمها في تنفيذ خطتها لإحراق الوطن العربي بالثورات وإسقاط أنظمته السياسية؛ كما فعلت مع المناوئين لنظام حسني مبارك من إخوان وغيرهم، وكما تفعل الآن مع الحوثيين وزعماء التنظيمات القتالية في ليبيا وحزب الله في لبنان والمنشقين على مملكة البحرين وخونة العوامية.
- ومن أكاذيب الدوحة أن المملكة منعت الحجاج القطريين من أداء فريضة الحج!
وسخرت لإشاعة هذه الفرية منصات إعلامية كثيرة وصعدت هذه الأكذوبة الكبرى لتكسب منها تأييداً على المستويين الإسلامي والدولي؛ ولكنها فشلت، واكتشف العالم افتراءها وتزييفها الحقيقة.
فالمملكة حظرت طيران قطر فقط من عبور أجوائها، وأغلقت منفذ سلوى البري؛ بناء على اتفاق دول الرباعية التي قاطعت قطر، ولم تمنع أبداً من يقدم إلى المملكة عبر أي طيران آخر.
وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- بما عرف عنه من نبل وإنسانية بكسر هذا الحظر أمام الحجاج القطريين وسمح لهم بعبور المنفذ البري، وتكفل باستضافتهم على نفقته الخاصة لأداء مناسك الحج وتحمل نقلهم بالطائرات من الدوحة أو غيرها.
- تدعي الدوحة المظلومية وتشكو إلى العالم أنها محاصرة، وهذا زور؛ فالفضاء والبحر مفتوحان.
- تدعي الدوحة بأنها لا ترضى بأن تنال دولة كبرى جارة لها من سيادتها، وتعني بذلك المملكة، وهذا توهم أو استغباء.
فالحقيقة المرة أن قطر الآن تحت الاحتلالين الإيراني والتركي، وأنها لا سيادة لها على قرارها السياسي المستقل.
- تزعم الدوحة أن المملكة طلبت من العراق التوسط للصلح مع إيران!
وقد نفى وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي ما نسبته قناة الجزيرة عن ذلك.