سلطان بن باز
تأتي المملكة العربية السعودية في مقدمة الدول العربية استخداما لشبكات التواصل الاجتماعي حيث يقدر عدد مستخدميها بـ9.2 مليون مستخدم، وهو ما يعادل نصف مستخدمي الإنترنت البالغ عددهم 18.3 مليون مستخدم، فيما يقدر عدد مستخدمي الهاتف الجوال بالمملكة 30 مليون شخص يمتلكون 54.5 مليون جهاز وهو معدل كبير يتجاوز المعدلات العالمية.
ويلا شك أن أهم محور تناولته رؤية السعودية 2030 هي شريحة الشباب والطاقة الكامنة لديهم وهي أعز ما نملك ونسعى لاستثمارها وتطويرها لنفاخر بها الأمم الأخرى. وتماشياً مع هذه الرؤية التي تمثل الحاضر والمستقبل فقد حددت الرؤية أهدافاً واعدة تعتزم الدولة تنفيذها. من أهم الأهداف هو خلق نقلة اجتماعية وثقافية نوعية في المجتمع السعودي، لتأخذه إلى مصاف المجتمعات العالمية المتقدمة. فمن أهدافها تنمية مجتمع حيوي وبيئة عامرة، وتحسين الخدمات المعاصرة التي توفرها المدن لأفراد المجتمع.
إن مجتمعنا السعودي من أكثر المجتمعات تفاعلا مع وسائل الاتصال الحديثة خصوصا فئة الشباب، بل لا نكون مبالغين إن قلنا إن المجتمع السعودي يشهد جملة من التغيرات نتيجة حالة الانفتاح الكبير على التقنيات الرقمية الحديثة خصوصاً ما يسمى «الإعلام الجديد.
وفي دراسة وصفية على عينة من طلاب جامعة الملك سعود تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على دور وسائل الإعلام الرقمي في تشكيل الثقافة المعرفية للشباب الجامعي في المملكة العربية السعودية وكيف أن وسائل الإعلام الجديد أسهمت بشكل كبير في تشكيل ثقافة معرفية لديهم. كشفت الدراسة أن كثيرا من هؤلاء الشباب يستخدم الأجهزة اللوحية والكمبيوتر الشخصي والهواتف الذكية في الدخول إلى الإنترنت ومن ثم إلى وسائل الإعلام الجديد، ودخولهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي يتم من خلال حساباتهم الخاصة على هذه المواقع. وأن هؤلاء الشباب يقضون ما بين نصف ساعة إلى ساعتين في تصفح قنوات التواصل الاجتماعي يوميا.
كما أظهرت الدراسة أيضاً أن العوامل التي تجذبهم لاستخدام وسائل الإعلام الجديد تتمثل في مساحة الحرية المطروحة والاستقلالية والشفافية والتنوع والشمولية.
وأصبح تويتر خلال السنوات القليلة من أهم المنصات في عالم التواصل الاجتماعي فلم يعد مجرد أداة تواصل شخصي بين الأصدقاء أو لمجرد الترفيه، بل أصبح منصة إعلامية تتسابق من خلالها المؤسسات الحكومية والخاصة في حصول السبق، وأصبح منصة تسويقية تحقق الكثير من الفائدة لمن يُحسن استخدامها بشكل فاعل ومدروس.
هنا يأتي ضرورة فتح قنوات تواصل مع الشريحة المستهدفة (الشباب) أمراً هاماً والدور الذي يجب أن تؤديه مؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الأخرى التابعة لها في الوصول إلى الشباب من خلال الأدوات التي بين أيديهم ومصادرهم في الحصول على المعلومة لبناء الصورة الذهنية الإيجابية عن الجهة وما تقدمه لجمهورها والتي يغيب على كثير منهم دورها والفرص التي تقدمها والمبادرات التي تقيمها لهم على مستوى مدن ومناطق المملكة.
ختاما إن الاهتمام بهؤلاء الشباب وتلمس احتياجاتهم يضمن لنا بناء جيل واعد يكون على أعلى مستوى من التدريب والتأهيل والقيادة. يقودنا لتحقيق هدف رؤية المملكة العربية السعودية 2030 في خلق مجتمع حيوي ووطن طموح واقتصاد مزدهر يقوده شبابه.