الدمام - عيسى الخاطر:
أشاد أهالي بلدة العوامية بما قامت به القوات الأمنية من إنجاز عظيم في حي المسورة وذلك من خلال دحرهم لثلة من الإرهابين استهدفوا الآمنين وهددوا سلامتهم وقتلوا الأبرياء، حيث عمّ الهدوء واستتب الأمن وعادت الحياة إلى طبيعتها وطالبوا بأهمية وحدة الصف وعدم الانسياق خلف من يبث الشائعات ونشر ما يفتت تلك اللحمة الوطنية.
جاء ذلك في بيان تحت عنوان (بلدة طيبة ورب غفور) وقع عليه شخصيات دينية واجتماعية والأهالي من العوامية وقالوا فيه إن الغبرة قد انجلت عن بلدة العوامية ولاح أفق الفرج بعد الشدة واليسر بعد العسر وبات لزاماً أن تعد العدة وتشحذ الهمم لعودة الحياة أحسن مما كانت عليه، مشيرين فيه إلى أن ما تم الإعلان عنه رسمياً في الشأن الأمني من تمشيط أوكار الخلايا الإرهابية والتقدم الميداني في عملية هدم حي «المسورة» وفتحها أمام وسائل الإعلام مؤشرات تبشِّر بقرب عودة الأهالي إلى المنازل. وشدد الموّقعون على ضرورة أن تكون العودة في سياق رسمي وتنسيق مسبق مع الجهات الأمنية لحفظ الأرواح وتقليل الخسائر مؤكدين أن اللجان المعنية ستولي جلَّ همها في التواصل مع الجهات المسؤولة للإسراع بتمكين الأهالي من العودة. وأكدوا أن لا مناص من أن يكون أبناء المجتمع هم الطرف الأهم، والفاعل الأكبر في حل ما مضى من مشاكل، ودفع ما قد يأتي منها في قادم الأيام؛ فإن سلوك الأهالي وتوحّدهم على رأي واحد، وتفهم من يخالفهم فيه واستيعابه أو تحييده، كفيل بأن يجعلهم ذوي اعتبار يفوق كل الاعتبارات الوجاهية، أو الفئوية، أو العائلية.
وطالب الموقّعون أفراد المجتمع من كان في الداخل أو الخارج بالتحلّي بالحكمة والاستماع لصوت العقل والمنطق، وكل من يدعو إلى التعاون والتكاتف في خدمة البلد، لما لذلك من آثار إيجابية على المجتمع. وعدم الاستماع إلى الأصوات التي تدعو إلى الفرقة والشقاق، والتي غالباً ما تبث دعواتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومنها ما هو بأسماء مستعارة وينبغي عليهم الاستقصاء عند نقل الخبر. وفحص موثوقيته أولاً، وفائدة نقله وتداوله ثاني .
من جهة أخرى أوضح محافظ القطيف المكلَّف الأستاذ فلاح الخالدي في وقت سابق أن أعمال التطهير والتمشيط الأمني لحي المسورة مستمرة وذلك بهدف تأمين عودة الأهالي إلى منازلهم بكل أمن وسلام، مشيراً إلى أن عودتهم قريبة وخلال الأيام القادمة. في حين أن تنفيذ مشروع التطوير لحي المسورة سيبدأ بعد الانتهاء من عملية رفع جميع الأنقاض المتراكمة نتيجة إزالة المباني والتي يبلغ عددها 488 منزلاً. وفي الوقت ذاته قامت المحافظة بتامين السكن المؤقت عبر استئجار شقق في الدمام لأكثر من 300 أسرة خلال الفترة القليلة الماضية. وبيّن أن المحافظة على استعداد لاستقبال الجميع دون تحديد أعداد محددة، وأكد أن المحافظة تستقبل يومياً العديد من الطلبات من أهالي عدة أحياء قريبة من حي المسورة، لافتاً إلى أن عودة الأهالي لبلدة العوامية الآمنة ستكون بعد التنسيق مع الجهات المختصة.
وقال إن عملية استقبال الأسر الراغبة في الحصول على استحقاق السكن مستمرة لكافة الأسر القاطنة في الأحياء المحددة والبالغة 11 حياً من أحياء بلدة العوامية وهي «الديرة - المنيرة - المنصوري - الطفيف - الصعبي - أم المريس - الكليبي - الربانية - المهندي - غرب الجميمة «منطقة البريد» - غرب العوينة « من شارع البريد إلى مركز الشرطة القديم».
وأضاف أن الأسر الراغبة في الحصول على الاستحقاق عليها مراجعة المحافظة لتسريع عملية استكمال الإجراءات النظامية.
وأشار إلى أن تأمين السكن لأهالي الأحياء المجاورة لحي المسورة بالعوامية يأتي لضمان الحياة الكريمة للمواطن والحفاظ على حياة عشرات العوائل. مبيّناً أن الأهالي الذين خرجوا من بلدة العوامية كان بمحض إرادتهم.
وأكد الخالدي أن هذه الخطوة تأتي استجابةً لتوجيهات أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف والتي دعا فيها لبذل كل ما من شأنه ضمان سلامة أرواح الأهالي، وتوفير سبل الراحة لهم، أسوة بباقي المواطنين في المدن الأخرى. ولفت إلى أن حي المسورة يقطن فيه ما يقارب 8 آلاف أسرة، حيث تمت عملية الإخلاء قبل البدء بتنفيذ أعمال الإزالة والهدم، مؤكداً أنه تم إعطاء الأهالي مهلة كافية للإخلاء بعد إتمام عملية التثمين.
وذكر أن المخططات المعتمدة للمرحلة الأولى بحي المسورة التي تنفذها الأمانة حالياً في محافظة القطيف، وتشرف عليها بلدية محافظة القطيف، تتضمن العديد من المنشآت الترفيهية والتجارية والرياضية وغيرها من المنشآت ذات الطابع الاستثماري والمعماري المستوحى من البيئة التراثية لمحافظة القطيف.
وقال: المخططات الهندسية تهدف لتحويل أرض المسورة بعد إزالة المباني المتهالكة إلى موقع خدمي - استثماري يقدّم خدمات مهمة وضرورية للوطن والمواطنين ويحقق عوائد استثمارية كبيرة.