«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
خلال سنوات عملي الحكومي كان يعمل معي زميل لو صادف ولمسه أحدهم بدون قصد واللمس هنا لا يعني لمس الجسد لا سمح الله وإنما ثوبه أو طرف غترته.
فتراه يركض ليغسل ثوبه ولا مانع عنده أن ينتظر داخل دورة المياه حتى يجف ثوبه وبعد فترة وحتى لا يتأثر عمله بضياع الوقت المهدور في الغسيل والاستحمام وبعدها التجفيف نصحناه أن يحضر معه ثوبا آخر وكذلك غترة من باب الاحتياط وبعد تردد اقتنع زميلنا وصار لديه ثوب وغتره احتياطيين.
وفي الماضي البعيد عندما كنت في بداية عملي ولم أكن أيامها أملك سيارة خاصة وكنت مضطرا للسفر من خلال سيارة «تاكسي» من الأحساء إلى الدمام وفوجئت ومن معي من الركاب أن سائق السيارة كان لا يسير أكثر من 50 كلم حتى يقف جانبا ويهبط ليتفقد (إطارات السيارة) الأربع وحتى العجلة الاحتياطية في الصندوق الخلفي.
وعندما استفسر منه أحدهم عن سبب فحصه وقلقه. والسيارة تسير تمام وكل شيء على ما يرام. رد عليه بحدة.
يعجبك كذا ولا تحب تنزل وتكمل السفر «عبري» قال ذلك وهو ينظر إليه بغضب.؟!
وحمدت الله أنني لم أطرح عليه هذا السؤال خصوصا وأنا كنت بجواره في المقعد الأمامي.؟!
ومرة قرأت أن من أسباب طلب الخلع في إحدى الدول العربية هو أن بعض الأزواج لا يعتنون بنظافتهم ولا يستحمون مما جعل زوجاتهم لا يتحملون الحياة معهم.؟!
وقرأت مرة أن أحد المواطنين في دوله مجاورة أرهق أهل بيته من كثرة الصعود لسطح البيت لإعداد الطعام أو ماشابه ذلك فهو بنى المطبخ في السطح خوفا من حدوث حريق نتيجة لتسرب الغاز ولم تخف معاناتهم إلا بعد أن سمح لهم بوجود الإبريق الكهربائي في البيت لعمل القهوة والشاي فقط.!؟
وكثيرة هي الحكايات التي تقال وتروى عن عادات البعض من الناس في كل مكان في العالم فهناك من لا يطيب له تناول الطعام إلا لوحده حتى أنه لا يسمح لأهل بيته أن يشاهده أحدهم وهو يأكل طعامه.
وهناك من لا يطيب له السفر في الطائرة إلا أن يكون بجوار الممر وكنت شاهدا في إحدى المرات على رجاء أحد المسافرين من الذين جاء مقعده في هذا المكان أن يسمح له بالجلوس فيه وبعد تردد وافق الراكب وكان له ما أراد ولم أتردد أن أسأله بعد وصولنا ونحن أمام كاونتر الجوازات عن سبب تفضيله المقعد المجاور للممر فقال لا أعرف لكنني لا أرتاح إلا في هذا المكان ولو طلب ذلك الراكب أو غيره أن أدفع له مالا نظير ذلك لن أتردد.!
وأنا شخصيا تعودت ومنذ عقود أن أقوم بتغطية عينايبفوطة أو أي شيء آخر فلا يأتيني النوم بدون ذلك ولاحظ أحد الأبناء الأعزاء ذلك فأحضر لي (غطاء Cover) خاصا واكتشفت مع الأيام أن ما تعودت عليه يشاركني فيه ملايين من البشر بل إن أخصائيي النوم واضطراباته ينصحون باستخدام ذلك لتمتع بنوم هادئ بعيدا عن إزعاج الضوء.
وهذا مايفعله ملايين المسافرين في الطائرات والقطارات خلال الرحلات الطويلة.؟!