صيغة الشمري
انتشر مقطع صوتي مسجل لطبيب سوداني مع أحد المراجعين السعوديين يحمل الكثير من الإساءات، والتي ذهبت الكثير منها للإساءة وتشويه سمعة السعوديين، وإظهارهم بمظهر لا يليق من خلال تصرف شخص طائش لا يعرف بأنّ هناك طرفاً يقوم خلسة بتسجيل المكالمة بينه وبين الطبيب السوداني، المقطع الصوتي المسيء أثار استياءنا جميعاً رغم ما به من ملابسات غير واضحة وحوار غريب وغير مفهوم، كون العبارات التي قيلت في المقطع لا نرضاها لأي وافد من أي جنسية، فما بالك عندما يكون من بلد شقيق يعز علينا وله مواقف مشرفة مع بلادنا ليس آخرها الموقف البطولي للقوات السودانية الشقيقة المشاركة مع قوات التحالف العربي في عاصفة الحزم، لكن ما حدث في قضية المقطع المسرّب يعيدنا لقضية ظهرت مع ظهور تسرب مثل هذه المقاطع المسيئة، والتي تسبب مشاكل أكبر مما يتوقعه الشخص الذي سرّب المقطع سواء عن جهل أو عمد، في كل مقطع من هذه المقاطع هناك حيثيات وتفاصيل لا يمكن معرفتها سوى عن طريق القضاء، وهذا ليس دفاعاً عن الشاب السعودي الذي خرج عن الأدب ويستحق عقاباً صارماً يكون رادعاً له ولأمثاله، ولكنه دفاعاً عن القيم والحكمة والعدل، من قام بتسريب المقطع ارتكب جرماً يوازي جرم هذا الشاب المتهور إن لم يكن أكبر منه، أقل هذه الجرائم جريمة التشهير وأكبرها إثارة فتنة بين شعبي بلدين شقيقين تجمعها الكثير من أواصر الدين والعروبة والمحبة الدائمة، كما أنها تسيء للشعب السعودي إمام إخوة وأشقاء بسبب تصرف أحمق وغير أخلاقي، كان تصرف وزير الصحة بالاعتذار للطبيب السوداني اعتذاراً مستحقاً، ويعبر عن مشاعر كل سعودي تجاه أي وافد من أي بلد عربي شقيق، ولكني تمنيت لو كان بعد انتهاء التحقيقات وليس قبل إلقاء القبض على الجاني المتهور لمعرفة ملابسات هذه القضية، وأهم تلك الملابسات معرفة الجاني الآخر الذي قام بتسريب المقطع؟!
كما يجب وضع حد لتسريب مثل هذه المقاطع التي غالباً ما يتم تصويرها عن جهل وعفوية، مثل ما قام به نجم مشهور صور مقطعاً لحادث يتهم به الشاب المتوفى باستخدام الجوال، ليتضح فيما بعد بأنّ الشاحنة التي اصطدم بها الشاب -رحمه الله- كانت تقف في المسار الخاطئ من الطريق!