عمر إبراهيم الرشيد
تتناول بعض الكتابات من قِبل محلِّلين وكتّاب صحفيين عرب وسعوديين حقبة الرئيس الحالي لحكومة الاحتلال (الإسرائيلي) في فلسطين، بذكر تعامله مع المحيط الفلسطيني والعربي وبقرب نهاية تاثيره السياسي، بالنظر إلى (فضائح سياسية) قد تهدِّد ما بقي من فترته. تلك الفضائح تتلخص في قضيتين أولاهما تسلّم هدايا من رجال أعمال ومنتجين في هوليوود لقاء تنفيذ مهمات معينة. والثانية علاقته مع ناشر صحيفة (يديعوت أحرونوت) واتفاقه معه سراً على وقف انتشار صحيفة (إسرائيل هايوم) المجانية، وبالطبع تم كشف هاتين القضيتين فيما يحضر الجهاز القضائي للتحقيق فيهما. وبطبيعة الحال فإن الإنسان العربي وشعوب العالم الثالث حين يعلمون بهكذا قضايا والضجة السياسية حولها، فهم زيادة على التحسّر على وضع النزاهة والمساءلة اللتين تذبحان عياناً في أغلب هذه الدول وليس كلها، يعتقد كثير منهم أن مثل تلك التحقيقات تدل على ديمقراطية هي الوحيدة في المنطقة وهذا رائج بكل أسف. هي ديمقراطية وممارسة لنوع من الحكم الرشيد بالفعل ولكنها لعمل الحكومة ولليهود المحتلين فقط، إنما العرب الفلسطينيون، بل واليهود القادمون من دول عربية فليست كذلك، وما الممارسات من قبل حكومة الاحتلال والتنكيل بأهل البلاد الحقيقيين قتلاً وقمعاً وتشريداً إلا تجسيد لديمقراطية زائفة.
لذا، فليس من العقل والحكمة التعويل على رحيل (نتن ياهو) وقدوم رئيس وزراء جديد ليكون معتدلاً أو منصفاً، لأن ذلك ممنوع في القاموس السياسي والفكري الصهيوني، والتاريخ البعيد والقريب والمعاصر مثقل بالتجارب لمن قرأ وتمعّن. انظروا كيف أصبح الاستيطان هو الشغل الشاغل لتدفن هذه المسألة شيئاً فشيئاً القضية الأساس وهي الاحتلال، إلا في عقول الواعين عبر العالم ولدى الشعب الفلسطيني المرابط. وبالطبع لا نغفل عن الحالة التي تمر بها معظم دول المنطقة بكل أسف ومنذ عقود، إنما التدهور الحاصل حالياً كأنما ينبئنا بأنه قد وصل القاع، مما أعطى حكومة الاحتلال ومن لف لفها من طامعين ومخربين من صفويين وعجم للعربدة في المنطقة جهاراً نهاراً. ثم لا ننسى أن الدول العربية وفي مقدمتها المملكة قد بادرت للسلام ولا تزال، بدءاً بمبادرة السلام التي قدّمها الملك فهد - رحمه الله - عام 81م، مروراً بمبادرة الملك عبدالله - رحمه الله - في قمة بيروت العربية عام 2000م، فهل نفعت هي وغيرها من مبادراتٍ في تدجين العقلية الصهيونية ولجمها؟ الإجابة لديكم. إنما لا بد من التذكير أيضاً بأن حكومة الاحتلال تتجه نحو الانحدار وإن بدا العكس من ذلك، فصورتها عالمياً تكشفت وسقط عنها القناع إنما يساعد وضع العرب الحالي في صرف أنظار العالم جزئياً عن عربدتها وجرائمها، طابت أوقاتكم.