د. محمد عبدالله العوين
- تفجير إرهابي في بوركينا فاسو ذهب ضحيته عشرات من رواد مطعم، ودهس بالسيارة في شارع رامبلا ببرشلونة قتل منهم 14 وأكثر من 150 جريحا، وسبق أن قتل دهسا بالسيارة مئات الأبرياء في برلين وباريس ولندن ونيس! قتل في حادث نيس الأكثر بشاعة 84 وأصيب مائة إنسان بريء!
وطعن الجمعة الماضية في مدينة توركو الفنلندية أشخاص قتل منهم اثنان وأصيب ستة!
ما الذي يحدث في هذا العالم؟ّ هل فقد المجرم ما بقي له من عقل فلم يعد يعرف ضحيته ولا من يقصد؟! كيف لأبرياء يقضون أجمل الأوقات وأسعدها في شارع مشاة في حالة من الاطمئنان ثم تأتي سيارة مجنونة فتطحنهم طحنا؟! كيف لمن يتكئون على أرائك ناعمة في مقهى باريسي يتبادلون الأحاديث المرحة ثم يفاجؤون بمن يرشهم بوابل من الرصاص؟!
يبدو أنه لم يعد مكان آمناً في هذا العالم؛ لا شارع مشاة ولا مقهى قصيا ولا مطعما منزويا ولا فندقا أو حافلة أو قطاراً أو طيارة!
أصبح الموت الرخيص يترصد الأبرياء الذين لا علاقة لهم بسياسة ولا بصراع أديان أو طوائف، وكأن المجرم الناقم قد اتخذ الناس كلهم له خصوما وأعداء!
الخوف يغرس أنيابه في هذا الكون!
لا الشانزليزيه بباريس، ولا اوكسفورد بلندن، ولا وول ستريت بنيويورك، ولا رامبلا ببرشلونة، ولا ممر المشاهير في لوس انجلوس، ولا ميدان تقسيم في اسطنبول، ولا كورنيش نيس وكان وشرم الشيخ آمنة!
وإذا كان الإرهابي فاقد الدين والعقل والتمييز بين الهدف والضحية؛ فإن الأكثر جنونا وفقدا للشعور الإنساني أن تتخذ بعض الأنظمة السياسية المجرمة من الخلايا الإرهابية مطية لتحقيق غايات دنيئة يذهب ضحية تحقيق تلك الغايات الوضيعة آلاف البشر؛ كما هو الحال في الدول التي تحترق بسعير الجماعات الإرهابية أو الشوارع الآمنة المطمئنة في العالم كله.
- هل أصبح تزييف الحقيقة أقرب الطرق إلى الكسب عند بعض التجار أو المزارعين أو حملة الأقلام وأصحاب الرأي وحتى المرأة الجميلة؟!
اشتريت بالأمس نوعا من الفاكهة الصيفية، أخذت لبي حمرة مشوبة بلون الورد كست ذلك النوع من المشمش الجميل المعروض في سوق الفاكهة والخضار؛ فاشتريته مع أنواع أخرى من الفاكهة لا تقل عنه نضارة وبهاء، وحين تذوقت ما طاب لي اختياره لم أجد طعم المشمش ولا مذاق الخوخ ولا حلاوة البطيخ الذي كنا نعرفه في القرى والأرياف، لقد كان المعروض بهيا أخاذا ولكنه فاقد الطعم والمذاق والحلاوة والنكهة المعهودة!
لقد أفسدت المواد الكيماوية التي ترش بها الفاكهة رشا جنبا إلى جنب مع الماء وكأنها الغذاء الرئيس للمزروعات الطعم الأصلي الذي اعتدناه في الفاكهة، فتحولت من مذاق لذيذ إلى شكل جميل خادع فحسب، وبدلا من الصحة المرجوة قد تكون سبيلا إلى المرض أبعده الله عن الجميع.
ليس تزييف الحقيقة قاصرا على ما نأكل فقط، فلا يقل عنه ألما تزييف المشاعر والأخلاق.
فما أحلا وأجمل الكلمات اللطيفة والبشاشة والابتسامة التي تنطق بها القسمات؛ لكن الفعل يخالف القول، وما أجمل العينين الساحرتين السابحتين في بحر من الدلال والأنوثة، وما أعذب الوجنتين الموردتين، وما أبهى وأرق وأدق الملامح في ذلك الوجه الملائكي الطافح بابتسامات الطفولة العذبة البريئة؛ وحين يشرق النهار ويكشف الواقع فإذا هي الأصباغ والتعديل والتغيير والرموش المركبة والعدسات اللاصقة والتنفيخ والتفخيخ!
أليس هو عصر تزييف الحقيقة؟!
- بقراءة لآراء عدد كبير من المواطنين عن تفضيلهم السياحة الخارجية على الداخلية وجدت أن البنية التحتية السياحية تكاد تكون العامل الرئيس في توجه السائح السعودي إلى تركيا أو النمسا أو فرنسا وغيرها.
هل من المعقول أن يدفع السائح هنا لغرفة في فندق 5 نجوم أكثر من ألفي ريال بينما يدفع ألف ريال لفندق 5 نجوم في النمسا أو سويسرا؟!
- أستأذنكم في التوقف عن الكتابة بدءاً من شهر ذي الحجة مدة ثلاثين يوما متمتعا بإجازتي السنوية. إلى اللقاء.