فهد بن جليد
أربعة أشخاص فقط رفعوا أيديهم بأنَّهم يصدقون ما يقوله المتحدث المسؤول عادة من بين حضور جلسة النقاش الأخيرة التي نظمتها حكايا مسك بعنوان (المتحدث المسؤول، حبكة إبداعية أم حصيلة ثقافية), بينما التزم البقية الصمت تجاه السؤال الذي طرحه مدير الجلسة حول من يصدق من الحضور ما يقوله المتحدث المسؤول، هذا الأمر يعكس لنا بوضوح وجود أزمة ثقة لدى الإعلاميين (والمتلقين بشكل عام) حول دور المتحدثين لمختلف الجهات، نتيجة أسباب عدة أهمها التأخر في التفاعل والظهور والتعقيب والإجابة.
غياب المعلومة لا يبرر غياب المتحدث المسؤول، هذا هو حجر الزاوية في القضية الذي يجب التركيز عليه -برأيي- للبحث عن الحل، فمعظم النقاش يدور حول اختفاء المتحدث عند الحاجة، وتهربه من الإجابة بحجة أنَّه لا يملك المعلومة بعد، وهو الخلاف الذي يجب حله هنا بين الإعلاميين والمتحدثين، خصوصاً بعد التراشق وتبادل الاتهامات في وصف المتحدث بالأخرس والصامت وغير المسؤول وغير المبالي -بحسب متحدث التعليم- ووصف الإعلاميين الذين يكتبون عبارة تم الاتصال بالمتحدث ولم يرد بأنَّهم (إعلاميين ضعفاء) بحسب وصف -متحدث الهيئة العامة للإحصاء- فيما بقي وصف متحدث -هيئة الطيران المدني- أقل حدة عندما قال لا يوجد متحدث كامل 100% فنخن في نهاية الأمر بشر -وبرأيي هنا- أنَّ المتحدث الذكي هو من يتواصل بشكل دائم ومستمر مع وسائل الإعلام، سواء كانت المعلومة جاهزة وحاضرة، أم تحتاج لبعض الوقت للبحث عن تفاصيلها.
علينا هنا أن نفرق بين المعلومة والتجاوب، فالمعلومة شيء غير مُلزم في التو واللحظة، ويمكن تأجيل الحصول عليها -أو تقديمها للإعلام- لحين التأكد من المصادر الداخلية للمنظمة أو المؤسسة أو الوزارة، كما هو معمول به لدى كبار المتحدثين في المؤسسات العالمية، الذين لا يُعفيهم غياب المعلومة من الظهور والتفاعل مع وسائل الإعلام، بينما التجاهل وعدم الرد قضية أخرى على المتحدثين الإعلاميين الانتباه لها جيداً، فهي خبر بحد ذاته يعشقه العاملون في الصحافة، وهو أكثر إثارة عادة، و لا يمكن لوم الصحفي بشكل مُطلق أو وصفه بالضعيف حين يقوم بهذه المناورة، التي لا أتفق معها بشكل مُطلق، كون هناك أدوات ومصادر أخرى ومساحات يمكن للصحفي الاستفادة منها وتجاوز المتحدث, الذي سيعود مُرغماً للتعقيب عليها.
القاعدة تقول إنَّ الكرة في ملعب المتحدث لا في ملعب الصحفي، خصوصاً إذا ما تم الاتصال به ولم يرد.
وعلى دروب الخير نلتقي.