فوزية الجار الله
(1)
** خرجت إحدى السيدات عبر إحدى وسائل التواصل الحديثة لتعبر عن احتجاجها وغضبها من أمر ما؟ قد يتبادر إلى ذهن أحد القراء الأفاضل بأنه بسبب ما حدث مؤخراً من حصار للمسجد الأقصى، أو بسبب الأزمة الخليجية أو بسبب غلاء الأسعار، أو بسبب استمرار العنف ضد الطفل والمرأة، لا.. أبداً لم يكن غضبها بسبب أي من ذلك، بل هي غاضبة لماذا امتد الحديث عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول عبدالحسين عبدالرضا رحمه الله وغفر له لمدة تجاوزت أسبوعاً كاملاً ما بين ترحم وذكر لمحاسن الرجل، ولماذا لم يتم الأمر ذاته، ما بين ترحم وتعاطف وحديث باستفاضة، على بعض المشايخ الذين توفوا قبله بسنوات أو في نفس الفترة التي توفي فيها؟! فلماذا الغضب أيتها السيدة؟! أتحسدين إنساناً ذهب إلى رحمة الله إن شاء الله، أما المشائخ فحقهم أن يذكروا بالخير ويدعى لهم ويركز على أعمالهم الجليلة، وإن كانت الصحف ولله الحمد لا تنساهم، ولا تتجاهل سيرهم العطرة كما ألاحظ ذلك من متابعتي لما ينشر عنهم رحمهم الله وجعل مساكنهم في جنات النعيم.
***
(2)
قرأت عن الحادث المؤسف الذي حدث لعائلة سعودية خلال رحلة الاصطياف في تركيا، على إحدى المرتفعات في طرابزون، حيث تسببت صاعقة جوية بوفاة الزوجة رحمها الله وغفر لها، وقد علقت إحدى الصحف بأن الإسعاف قد تأخر لمدة ربع ساعة، لم أكن هناك، ولم أشهد الحادث بعيني، لكن منطقياً ليس من السهل أن يأتي الإسعاف بسرعة البرق في منطقة مرتفعة إضافة إلى الأمطار التي لا أعلم إن كانت قد توقفت أم كانت مستمرة عند قدوم الإسعاف؟! لكن كان أمراً مبهجاً وجميلاً أن نعلم بأن هناك تضامناً والتفافاً بين السعوديين المتواجدين هناك والقائمين على الرحلات السعودية حيث تنازل بعض الركاب عن مقاعدهم للأسرة المنكوبة، رحم الله الفقيدة وربط على قلوب أهلها وذويها والحمدلله على قضائه وقدره.
***
(3)
اطلعت مؤخراً على كتاب «مرافئ على ضفاف الكلمة» للأستاذ، الزميل والأخ حمد القاضي، وهو عبارة عن مجموعة مقالات، جاءت مندرجة تحت أكثر من عنوان، مرافئ اجتماعية، وطنية، تأملية، ثقافية..
إهداء الكتاب إلى أعز الناس، وهذا أقل ما يمكن أن يقدم لأعظم سيدة في حياة كل إنسان أياً كانت ملته ومذهبه وسيرته، فما بالك بإنسان مؤمن، واع، مثقف، يقول الأستاذ حمد ضمن الإهداء (إلى أعز الناس، أمي موضي تلك التي رحلت في طفولتي ففقدت حنان أمومتها، فأدلجت أبحث عن هذا الحنان بين حبر الكلمات، وحب الناس، وحنايا الأوفياء..)..
وكالعادة تأتي كلمات العظيم الراحل غازي القصيبي خلال مقدمة جميلة تتوج الكتاب، أقتطف منها (حمد القاضي لا يغمس قلماً في مداد ويكتب على ورقة، إنه يغمس وردة في محبرة الحب ويكتب على شغاف القلوب..).
ويذكر الكاتب بأن دخل هذه الطبعة الأولى لجمعيات الأيتام في المملكة العربية السعودية، جزاه الله خيراً وسدد خطاه، وإلى مزيد من التفوق والتسامي والتألق.